تربية الشباب والأطفال على الجهاد

لا شك أن الشاب المكتمل هو هدف هذه التربية الأساسي، فإن الشباب هم وقود الحروب والمعارك وحطبها، ولذلك فإن العناية بهم أبلغ من العناية بغيرهم، لكن -أيضاً- كبار السن والأطفال والنساء هم هدف لهذه التربية، ولذلك انظر تجد الأطفال الصغار مستهدفين بالتربية الجهادية، فتربيهم في المنزل على بغض الكفار وقتالهم، وتنشئتهم على أخبار الجهاد والمجاهدين، وما أعد الله تعالى في الجنة لهم، وتحفيظهم أناشيد الجهاد في سبيل الله، وتدريبهم على التقوى والطاعة والانضباط بأداء الصلاة، وتربيتهم على الصبر بتعويدهم على الصيام، وتربيتهم على التضحية في سبيل الله بتعريفهم بالدار الآخرة، وأن الإنسان قد يفوته في الدنيا شيء فيجده في الدار الآخرة، وتربيتهم على الثقة بأنفسهم -كما ذكرت- بحيث يربى الصبي على قوة الشخصية، وإذا أصاب يشجع، وإذا أخطأ يمهد له ويبين له الخطأ بطريقة صحيحة.

بل أحياناً مشاركة الصغار في الجهاد مفيدة، ومشاركتهم لها قصص كثيرة لعل من أشهر القصص: ما رواه الشيخان من قصة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في معركة بدر يقول: {لما ثارت المعركة التفت يميني فإذا صبي صغير، فالتفت يساري فإذا مثله، فقلت: يا ليتني بين رجلين أضلع منهما، قال: فبينما أنا على ذلك نظر إلي الذي عن يميني، فقال: يا عم! أين أبو جهل؟ قلت: وما تصنع به؟ قال: فقد بلغني أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الذي لا إله غيره إن لقيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا! -وهو طفل عمره أربع عشرة سنة! - قال: فقلت له: بارك الله فيك.

قال: فبعد قليل دعاني الذي عن يساري، فقال: يا عم! أين أبو جهل؟ قلت: وما تصنع به؟ قال: فقد بلغني أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الذي لا إله غيره إن لقيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا! فقلت له: بارك الله فيك.

قال: فإذا أبو جهل يجول في الناس يمنة ويسرة، فقلت لهما: هل تريان هذا؟ قالا: نعم.

فقلت: هذا أبو جهل.

قال: فلما ثارت المعركة ابتدرا إليه كالصقرين فاختلفا فيه بضربتين بسيفيهما، فلما انتهت المعركة جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلاهما يقول: يا رسول الله! أنا قتلت أبا جهل، فقال: هل مسحتم أسيافكما؟ قالا: لا.

فقال: أروني أسيافكما، فنظر إليهما، فقال: كلاكما قتله.

ثم أعطى سلبه لأحدهما} لأن أحدهما كان أبلغ في الضربة فأعطاه السلب، وطيب خواطرهما بقوله صلى الله عليه وسلم: كلاكما قتله.

والأمثلة كثيرة لا أريد أن أستطرد فيها، لكن المقصود أن الصبي الصغير يدرب على معاني الجهاد، ويربى وينشأ عليها معنوياً، وحتى جسمياً، يربى ويدرب عليها، ولا مانع أن يشارك أحياناً في الجهاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015