وأعجب من ذلك ما هو معروف في معركة أترابوا، وهي معركة تاريخية مشهورة -أيضاً- ضد الشريف، حيث كان المؤمنون يقاتلون الشريف قتالاً مستميتاً، يقول بعض شهود العيان: من يأتى إلى جيش السعوديين كان لا يسمع لهم إلا دوي كدوي النحل بالقرآن، والذكر، والبكاء، والصلاة، والخشوع، هذا قائم، وهذا راكع، وهذا يرفع يده، وهذا يبكي، وهذا يدعو، وهذا يمرغ خده في التراب لله جل وعلا، فإذا أتيت إلى جيش الشريف فإنك لا تسمع إلا صوت القدور بطبخ العشاء وأصوات الموسيقى، وقوم جالسين على لهو ولغو ولعب، فلما ثارت المعركة فروا وأورث الله تعالى المؤمنين أرضهم وديارهم وأموالهم.
كذلك في ليبيا: الحركة السنوسية، وفي الجزائر حركة الجهاد وفي المغرب وفي قتال اليهود في فلسطين، قصص في غاية العجب.
وخلاصة الكلام الذي يمكن أن يقال من خلال هذه الأمثلة: أننا حين نواجه حرباً فإننا لا بد أن نعد الأمة كلها لمواجهة هذه المعركة.