علاقة المغرضين بالعلمانية

Q من خلال هذه المسالك التي يحترفها المغرضون للنيل من ورثة الأنبياء، تتمخض أسئلة أو جزها بالآتي: ما هوية أولئك المغرضين؟ وهل ثمة علاقة بين العلمانية وهذا النيل، وخاصة عقب استفحال العلمنة واستشراء النيل من علماء الأمة في وقتنا؟

صلى الله عليه وسلم النيل من العلماء هو همُّ مشترك لطبقة كبيرة من الناس الطبقة الأولى منهم: طبقة أصحاب الأهواء، الذين قد يتبعون رجلاً آخر، فينالون من الأول، ويقعون في عرضه؛ لأنه لا يوافقهم على بعض اجتهاداتهم وآرائهم.

الطبقة الثانية: أعداء الإسلام، الذين يريدون أن يفصلوا المجتمعات الإسلامية عن قياداتها العلمية الشرعية، حتى تتبعهم، ولذلك تجدون أجهزة الإعلام في كثير من بلاد الإسلام تشوه صورة العالم، كم من صحيفة تصدر في بلد إسلامي تصور العلماء؛ أصحاب اللحى والعمائم كما يقولون، على أنهم (كما ذكرت قبل قليل) يفتون (بفرخهٍ) مثل ما يقول بعضهم! وأنهم يمسحون أعتاب السلاطين، وأنهم من أصحاب ذيل بغلة السلطان، يعنون (قصة) وذلك أنه يقال: إن أحد العلماء يقول: لو رأيت بغلة السلطان مقطوع ذيلها، فلا تقل: بغلة السلطان مقطوع ذيُلها؛ لأن هذا من التنقص للسلطان، بل قل: بغلة السلطان تامة الخلق، ولها ذيلٌ يضرب إلى الأرض! فهذا من إكرام السلطان! يقصدون بهذا المثال الناس الذين يداهنون في الحق، فكثير من أجهزة الإعلام: صحافة في بلاد إسلامية وإذاعة، وتلفزة، (وإن كان كثير من هذه الصحف لا تصل إلينا، وبعضها قد لا نقرؤها، لكن تؤثر في عقول كثير من الناس، وتشوه صورة العلماء.

حتى في تأريخ العلماء السابقين طالما شوهوهم.

مثلاً: عندي صحيفة مصرية في منتهى الخطورة، عندي منها أكثر من عدد، تكلمت على ابن تيمية، ونالت منه نيلاً شديداً، حتى إنها قالت بالخط العريض ابن تيمية مجدد فكر الخوارج في القرن السابع، وشتمت ابن تيمية بشكل غريب جداً، واتهمته بشتى التهم، ورددت الكلام الذي يقوله أعداؤه فيه من ذلك القرن.

وفي العدد الذي بعده، المجلة نفسها تعرضت للشيخ محمد بن عبد الوهاب بالخط العريض: مجدد فكر الخوارج في القرن الثاني عشر، ورددوا الكلام، والأكاذيب التي ذكرتها لكم قبل قليل.

وفي العدد نفسه ورد كلام عن الشيخ الألباني حفظه الله، واتهموه بتهم هو منها براء، وسبوه، ونالوا منه بشكل غريب، فهؤلاء طبعاً صوفية، لكن هناك طبقات كثيرة.

إذاً هناك الصوفية، وهناك العلمانيون، وهناك أصحاب الأهواء الأخرى، وهناك الهمج الرعاع اتباع كل ناعق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015