سواءً في الدار الآخرة، قال الله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام:134] .
فيعلم أن الأمر يؤول إما إلى جنة وإما إلى نار، كما ذكر الله تعالى في كتابه أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {وإنها للجنة أبداً أو النار أبداً} .
ومثله -أيضاً-: الثقة بوعد الله تعالى في الدنيا بنصر الإسلام ونصر المؤمنين، وإنجاز وعده بذلك، فإن الاغترار بالعاجل مما أثر عن المنافقين؛ فإن الإنسان ينبغي أن يثق بالله وبوعد الله، ويعلم أن الدين منصور، وعزيز، ومرتفع، وأنه مهما طال الزمن أم قصر؛ فإن الله تعالى سينصر دينه، ويحقق وعده، وينصر عباده المؤمنين الصالحين، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105] .
وقال: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون} [الصافات:171-173] فلا يغتر الإنسان بوقت محدود أو عاجل من الأمر، تغلب فيه الكفر على الإيمان في بلاد كثيرة، وأصبحت الحضارة المادية (حضارة الطين وحضارة المادة) تبسط وتمد رواقها على العالم كله، فإن هذا تشبه بالمنافقين الذين كانوا ويقولون: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} [الأحزاب:12] .
يقول أحدهم: (محمد يعدنا كنوز كسرى وقيصر، ونحن لا نستطيع نذهب لقضاء الحاجة) أما المؤمنون فقالوا -لمّا اشتد الكرب واشتدت الأزمة-: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب:22] .