Q ما معنى الدعاء الوارد: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك؟
صلى الله عليه وسلم المعنى ظاهر، أن العبد يستجير بالله منه، كما يقال إنه لا ملجأ من الله إلا إليه، فتستعيذ بعفو الله من سخطه وعقوبته، وبرضاه من سخطه، وبه منه؛ لأنه لا يمكن أن يعيذك ويحميك من كل شر في الدنيا والآخرة إلا الله عز وجل، أما قول: لا أحصي ثناءً عليك، فالمعنى أن العبد مهما أثنى على الله عز وجل لا يمكن أن يبلغ قدره جل وعلا، حتى الأنبياء صلوات الله عليهم، كما ثبت في حديث ابن مسعود بسندٍ حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {ما من عبدٍ تصيبه مصيبة أو يصيبه همٌ أو حزن فيقول: اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك} فأسماء الله وصفاته عز وجل لا يحيط بها إلا هو، والرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إذا خر ساجداً تحت العرش من أجل الشفاعة؛ يفتح عليه محامد وتسبيح وثناء على الله عز وجل لا يعلمه حين كان في الدنيا، ولا يعلمه إلا ذلك الوقت.