إن جميع الأعضاء يدور صلاحها على صلاح اللسان، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وهو حديث صحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تذكر اللسان تقول له: اتق الله فينا، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا} هكذا تقول الأعضاء للسان: اتق الله فينا، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا، والحديث رواه أحمد والترمذي وحسنه؛ وذلك لأن اللسان يعبر عما في القلب، فإذا كان كلام الإنسان حسناً وطيباً، كذكر الله وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن منكر، وما أشبه ذلك، دل على صلاح القلب، وإذا صلح القلب، صلح السان، وإذا صلح اللسان صلحت الجوارح كلها.
أخي المسلم: لا تمدحن امرئٍ لصلاحه أو صلاته أو صيامه، وأنت لا تدري ما مدى حفظه لمنطقه، روى أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مات -بل في بعض الروايات- أنه قتل شهيداً، فقال بعض الصحابه: هنيئاً له الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {وما يدريك أنه في الجنة؟! لعله تكلم فيما لا يعني، أو بخل بما لا يغنيه} والحديث رواه الترمذي، ويقول الحافظ ابن رجب، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة، أنه قال ذلك، مع أن الرجل قتل شهيداً فيما يحسبه الناس، ولكن منع الرسول صلى الله عليه وسلم من تزكيته، لماذا؟ قال: {لعله تكلم فيما لا يعنيه} ، إذاً من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.