الولد الفاسد، فإنه بوارٌ على والده، وشقاءٌ عليه، وشنارٌ في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الله عز وجل: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ} [الأحقاف:17-18] .
ففساد الولد شقاءٌ على والديه الصالحين في الدنيا والآخرة، ولهذا قال الله عز وجل في سورة الكهف، قال: {وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} [الكهف:80-81] .
إذاً الولد نعمة، لكن إن كان الولد صالحاً فهي نعمةٌ عظيمة وخيرٌ جسيم، أما إن فسد الولد وضل وانحرف، ففقده خيرٌ من وجوده، وموته خيرٌ من حياته، وهو في بطن الأرض خيرٌ له أن يكون فوق ظهرها، ولهذا قال: {وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} [الكهف:80-81] وسخر وقَيَّضَ الله تعالى الخضرَ العبد الصالحَ فقتله، وجد غلاماً فقتله، فقال له موسى: {أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف:74] فقال: {وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ} [الكهف:80] .
إذاً موته خيرٌ من بقائه لوالديه في دينهما ودنياهما، فأما في دينهما: فقد يفتتنان به، وقد يقصران في طاعة الله بسببه، وقد يرتكبان المعصية من أجله وأما في دنياهما: فإن الولد الفاسد شقاءٌ على والده، ذلٌ بالنهار، وسهرٌ في الليل، وضيقٌ في الرزق، وضيقٌ في الصدر، وتعاسة لا يعلمها إلا الله، فالولد نعمة، لكنه نعمةٌ إن كان ولداً صالحاً، أما إن كان فاسداً شقياً، فهو وبالٌ ودمارٌ وبوارٌ على والديه في الدنيا وفي دار القرار.