إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: في هذه الليلة، ليلة السبت، السابع من شهر رمضان لعام 1411هـ، نقف وقفة عنوانها: (أولادنا في رمضان) .
أيها الأحبة: يقول الله عز وجل: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً} [مريم:2-6] .
وكانت أعظم بشارة أن يقول الله عز وجل: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً} [مريم:7] .
فإن من نعمة الله تعالى على العبد أن يوفقه ويرزقه الذرية، وكم من إنسانٍ حرم من هذه النعمة، فكلما رأى صبياً صغيراً، تقطع قلبه حسرات، يتمنى ضحكةً أو صرخة أو قبلةً من طفله الصغير، لكن أراد الله تعالى بحكمته وعلمه ألا يكون ذلك، فنعمة الأولاد هي من أَجَلَّ النعم، التي لا يعلمها إلا من جرب مرارة فقدها وحزن عدمها، فلذلك امتن الله تبارك وتعالى على رسله بأن جعل لهم أزواجاً وذرية، كما قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً} [الرعد:38] .