أما بالنسبة للمرأة فحدث ولا حرج، فأصبحت المرأة اليوم وخاصة في أيام الزواج، وبصفة عامة في جميع حياتها أصبح الهم الأول عندها هو موضوع الجمال، وكيف تصبغ الشفتين، والخدود، والعينين، والشعر، وما صفة الثوب، وما صفة القميص، وما صفة الحذاء!! وأصبحت هذه قضية كبرى، حتى إن بعضهم يقول: لو نظرت وزن المرأة بعدما تتجمل، لو وزنت هذه الأصباغ والملابس والأحذية والزينات لوجدت أنها ربما تزيد عن وزن المرأة بذاتها؛ فأصبحت المرأة تحمل حملاً ثقيلاً من هذه الزينات، وليست المشكلة في الحمل؛ فهذا ما تحملته بنفسها بل إن المصيبة الكبرى في الوقت الذي تضيعه، المصيبة أن الهم الأكبر الذي أصبح هو هذا دون غيره.
من ذلك الوشم: وهو أن بعض النساء في بعض المجتمعات لا في كلها تستخدم الوخز بالإبر ونحوها في مواضع من جسمها ويعتبرون هذا نوع من الزينة.
ومن ذلك الوشر: وهو فلج الأسنان وتحديدها وتحسينها.
ومنها النمص: وهو إزالة شعر الحاجبين أو تحديده، بعض النساء تزيل أعلى الحاجب وأسفل الحاجب بحيث يكون خيطاً رقيقاً، أو تزيله وتضع خطاً بالقلم بدله وتحدده من الأمام ومن الخلف ومن الأعلى ومن الأسفل ومن الجوانب، وهذا كله من النمص الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ولعن فاعله.
ومن ذلك الوصل: فكثير من النساء تصل شعرها إما كلياً أو جزئياً، أو تضع شعراً مستعاراً وهو ما يسمى بالباروكة، وهذه الأشياء كلها محرمة، بل لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فاعلها كما في صحيح مسلم عن ابن مسعود أنه قال: {وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله} وكذلك حديث معاوية وهو في الصحيحين أنه أخذ قبة من شعر كانت في يد حرسي وقال: {يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ إنما هلك بنو إسرائيل عندما اتخذت نساؤهم مثل هذا} يعني وصل الشعر، وهذا دليل على أن هذه الأشياء مستوردة من اليهود، فوصل الشعر عادة يهودية، وما زال اليهود حتى اليوم هم الذين يقفون وراء إغراء البشرية بالزينة والمظاهر الكاذبة والخداع والتغرير والتضليل.
كما أن من العادات الممنوعة فيما يتعلق بزينة المرأة: أن بعض النساء تبالغ في قص شعرها أو حلقه، وهل سمعتم بامرأة تحلق شعر رأسها؟ إنما هو انتكاس الفطرة، أصبح الشاب يطيل شعر رأسه -طبعاً هذا لا بأس به إن لم يكن تقليداً فالأصل أنه مباح- لكن في مقابل ذلك أصبحت الفتاة تحلق شعر رأسها أحياناً، وربما تبالغ في قصه وإنهاكه حتى إن عندهن -هداهن الله- قصة يسمينها قصة ولادية أو قصة ولد، فتقص المرأة شعرها حتى إنها لا تبقي منه إلا جزءً يسيراً كأنه شعر فتى؛ والمهم أن نقلد الأجانب، لماذا؟ لأن هناك مغنية أو ممثلة ظهرت على الشاشة بهذه القصة، ولا تعجبوا والله لو سمع بعضكم ببعض ما يجري في كلياتنا ومدارسنا لوجد من ذلك أمراً جللاً، حتى إن بعض الفتيات تقول: والله إنني أعيش في غربة في وسط هذه المجتمعات.
مسألة صبغ الشعر: أصبح شعر الفتاة كأنه سبورة ملونة، هذا أحمر وهذا أصفر وهذا أزرق وهذا أبيض وهذا أخضر وهذا أشهب، وشتى الألوان، وتنفش شعرها، فلو كان شعرها ناعماً تنفشه حتى كأنها جان، وأحياناً تغطي بشعرها عينيها، فتدور شعرها كأنه أسياط على جبهتها وعلى عينيها حتى لا تكاد ترى طريقها، وقد لا تكون هي مقتنعة بهذا؛ لكن هذه الموضة وهذه التسريحة فلابد أن تماشيها، لماذا؟ لأنها فقدت شخصيتها، وفقدت اعتزازها بدينها وأخلاقها وما ورثته عن آبائها وأجدادها، فأصبحت تتطفل على موائد الغربيين، وما أتوا به أخذته بعض فتياتنا -مع الأسف- وطبقته كما في الحديث: {حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه} هل رأينا أضيق من جحر الضب؟! لا أضيق منه، بعض الناس يحاول أن يدخل رأسه في جحر الضب، هذا والله مصداق ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قرأت قبل فترة في بعض المجلات أن هناك موضة جديدة هي أن بعض الفتيات تمشي بثوب ليس له إلا كم واحد، والكم الآخر مفقود، نعلم أنه منظر مزري، فالفتاة تقول: إن الناس يضحكون مني، لماذا يضحكون مني؟! وواحدة تقول لي: ما شاء الله! هل انتهت الخرقة حتى لم تضعي إلا كماً واحداً؟! وينظرون لي نظرة ازدراء، هذه حرية شخصية وأنا أريد أن أفعلها.
إذاً: هي تتحدى المجتمع في سبيل أمر لا يقبله عقل ولا ذوق ولا دين، إنما المهم أنها عادة جاءت عن طريق اليهود والنصارى فأصبحت بعض الممسوخات تقلدها بصورة غريبة ومريبة.
مثل ذلك: قضية إطالة الأظافر والعياذ بالله قذارة وتشبه بالسباع وبالشياطين وبالكفار، فتجد أن المرأة -أحياناً- تطيل أظافرها، أو تطيل أظافر أحد أصابعها، ومثل ذلك وضع ما يسمونه بالمناكير، والمبالغة في وضع المساحيق على الوجه وهذه لها آثار ضارة على بشرة الوجه، وتُسارِع في تجعد الوجه، وإسراع الهرم والشيخوخة إليه، كما أن وضع المناكير يحول دون وصول الماء إلى البشرة، وإذا كان ذلك كذلك فإنه لا يجوز للمرأة أن تصلي وهو عليها، بل لابد أن تزيله عند الوضوء.
كذلك الملابس المشابهة للكفار: كثير من الفتيات -خاصة أيام الزواج- يلبسن ملابس مشابهة لملابس الكفار، بعض الفتيات تلبس ثوباً طويلاً جداً يسحب خلفها أمتاراً، حتى إنه يقوم مجموعة من الصغار يحملونه وراءها ويمشون خلفها أشبه ما يكونون بالوصفاء أو الخدم لها!! ومن الطريف قصة عجيبة -سبحان الله- وقعت في بلادنا هي أن إحدى العرائس كانت بهذا الثوب، وقد ظهرت بأبهى زينة، ولبست من الثياب، ووضعت من المساحيق والأصباغ والحلي وغيرها، ولعبت بشعرها، ولبست ثوباً فضاضاً طويلاً، ولبست كعباً -كما يسمى الكعب العالي- ومشت فكان الأطفال يلعبون في الغرفة ومعهم علب (البيبسي) فأحدهم حرك العلبة بسرعة ثم فتحها من غير قصد فتطاير منها (البيبسي) إلى من حوله وأصاب هذه الفتاة فخرب الزينة التي كانت قد رسمتها في وجهها ونزل على ثيابها وعلى بدنها وحطم ما بنته، فما كان منها إلا أن أخذت كعبها العالي وضربت هذا الصبي بشدة في رأسه فخر صريعاً ومات في الحال! وأصبحت هذه الفتاة رهينة لتقتل بهذا الفتى الذي قتلته، وهكذا تحول العرس إلى مأتم، وهذا عقوبة عاجلة من الله سبحانه وتعالى لكل من يتعدى حدوده.