أنتقل إلى نقطة ثالثة -بعدما ذكرت زينة الرجل وزينة المرأة- وهي ما يتعلق بالوليمة وحفلة الزواج، وهذه فيها أشياء كثيرة تحتاج إلى تنبيه، ويكفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: {شر الطعام طعام الوليمة، يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله} .
وفي موضوع الوليمة نلاحظ أموراً منها: أولاً: توسيع نطاق الدعوة عن طريق البطاقات، فيطبع بعض الإخوة أكواماً من البطاقات ويرسل إلى من يعرف وإلى من لا يعرف من الأقارب وغير الأقارب، والناس مشغولون بأعمالهم وارتباطاتهم وبيوتهم ووظائفهم، فليسوا فارغين فقط لتشريف زواج فلان وزواج فلانة، فيوقعون الناس في حرج شديد.
فإذا جاءتني بطاقة زواج لا شك أنني أتحرج، لأنني إن أجبت ضاع وقتي، وربما يكون طول السنة دعوات، وإن لم تلبي وأنت لست منشغلاً فتكون قد خالفت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعصيت أمر الله ورسوله، فالرفق الرفق أيها الأحباب بمن تحبون، لا ترسل بطاقة الزواج إلا لمن تريد أن يحضر -فعلاً- ومن تعلم أن ظروفه تناسب، أو على الأقل اجعل فيها فسحة أن له الحق ألا يحضر حتى لا توقعه في الحرج الشرعي.
ثانياً: الإسراف في الطعام والمبالغة والتبذير في ذلك وعلى قلة من يأتي، وبعدما ينتهي المدعوون يؤخذ هذا الطعام وقد يلقى -أحياناً- في القمامات والعياذ بالله.
وأود أن أشير إلى أن هناك جمعيات كجمعية البر الخيرية في هذا البلد، وفي بلاد أخرى تستقبل فائض الأطعمة وتقوم بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في الحال، وتستفيد منه بصورة طيبة، وما عليك إلا أن تتصل بهم حتى تحسن إلى نفسك وإلى غيرك وتتقي غضب الله تعالى ونقمته بكفران النعم.