إن تطيب النساء وزينتهن الظاهرة عند الخروج إلى حفل الزواج، هو أيضاً من المحرمات، ففي السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على رجال ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا قال: زانية} ولا شك أنه ليس المقصود بالزنا الفاحشة؛ لكن الزنا مراحل، فالعين تزني، والأذن تزني، والفم يزني، واليد تزني، والقدم تزني، ومن الزنا أن المرأة تعرض نفسها للفتنة بتزينها وتجملها وتطيبها وهي تخرج وتعلم أنها ستمر على رجال، وسيجدون ريحها وينظرون إليها.
وأريد أن أشير إلى ظاهرة جيدة -أيضاً- وهي أن كثيراً من حفلات الزواج في الأيام الأخيرة أصبح يوزع فيها بعض الأشياء المفيدة على النساء، فينبغي الانتفاع والاستفادة من وجود هذا العدد الكبير من النساء في حفل الزواج، فتوزع أحياناً بعض النشرات والكتب المفيدة المختصرة وبعض الأشرطة النافعة، وهذا كله جيد وحسن، وينبغي على المحسنين والقادرين أن يسعوا إلى توسيع دائرته والإكثار منه.
حين أقول: إنه ينبغي الانتفاع من دور هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المحافظة على الاحتفالات، ومنع ارتكاب ما حرم الله، أو الجهات الأخرى التي يمكن أن تساهم في ذلك، فإن هذا هو الحل الوقائي الأخير، وإلا فهذه مسئوليتنا نحن، ومسئولية القائمين على الزواج، لماذا يجعلون الأمر في يد النساء؟ أحياناً الرجل له قيمته وله احترامه وله شخصيته؛ لكنه أمام النساء ضعيف.
يذكرني بذلك الرجل الذي ورد في صحيح البخاري في حديث أم زرع في حديث عائشة رضي الله عنها أن إحدى عشرة امرأة في الجاهلية اجتمعن فتعاهدن وتعاقدن على ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً، فقالت الأولى، وقالت الثانية، إلى آخر القصة الطريفة العجيبة؛ لكن المهم أن إحداهن تقول: زوجي إن دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد، إذا دخل فهو حمل وديع ضعيف أمام زوجته، وإن خرج فهو مستأسد على الناس قوي الشخصية عليهم.
بعض الناس -بل أكثر الرجال- شخصية أمام الناس؛ لكن أمام النساء إرادته ضعيفة فيغلبنه.
فكثير من الأمور هي بسبب أن النساء هن اللاتي يتحكمن في هذا الأمر، ويتخذن القرار الأخير في ذلك، وهذا غلط، فينبغي على المسئولين عن الأعراس أن يمنعوا الوقوع في هذه الانحرافات من تأخير السهر، ومن ارتفاع الأصوات ومن الغناء المحرم، ومن التصوير، ومن الاختلاط، إلى غير ذلك.