الانحراف

الانحراف الذي يقع فيه الولد وتقع في الفتاة، فالدوافع الغريزية الجنسية موجودة، والإغراء والإثارة موجودة، فأشرطة الفيديو تغريهم، والأغنية الخليعة تدعوهم إلى الاتصال، والمجلة الهابطة تباع حتى في البقالات فضلاً عن المكتبات، والأسواق المعروضة فيها أنواع الزينات التي تأتي إليها النساء بأشكال وملابس مثيرة وطيب وعطر وغير ذلك؛ ثم وسائل الاتصال مهيأة وميسرة.

خذ على سبيل المثال: الهاتف؛ كم منا أيها الإخوة ينتبه إلى الهاتف في منزله؟ وهل تعلمون أن كل علاقة واتصال بين رجل وامرأة -أعني اتصالاً محرماً- كانت بدايتة عن طريق الهاتف، أكاد أجزم، بل إنني أجزم أنه لم يكن هناك علاقة بين اثنين -علاقة محرمة- إلا كان الهاتف وسيطاً فيها إما في البداية أو في الوسط أو في النهاية، فلابد أنه تعرف عليها عن طريق الهاتف، أو واعدها عن طريق الهاتف، أو ما أشبه ذلك، فالهاتف أصبح وسيلة مهيأة للاتصال.

كذلك الرسائل، والمقابلة في السوق أو في غيره، إلى غير ذلك من الوسائل التي أصبحت ميسرة للفساد والفتنة، ولذلك يقع المجتمع اليوم في مأزق خطر، ونسمع من القصص والأخبار ما ينذر ويهدد بأن المجتمع على فوهة بركان -كما يقال- وإذا لم ينتبه إلى ذلك الآباء والمسئولون والأولياء فنحن على خطر عظيم، خاصة ونحن نعلم أنه يوجد في المجتمع من يريد أن يجره إلى الفساد قال تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:27] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015