أولاً: من المشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا مشكلة تأخير الزواج وما يترتب عليها من آثار سيئة، وبالأمس القريب كانت الفتاة إذا بلغت الخامسة عشرة أو أكثر من ذلك بقليل تعد قد بلغت سن الزواج، ويتسارع إليها الخطاب، ولو سألنا أمهاتنا ومن في سنهن لوجدنا أن الجيل السابق كان السن المناسب لزواج المرأة هو الخامسة عشرة أو أزيد من ذلك بقليل، بل وربما أقل من ذلك أحياناً.
أما اليوم فلا تستغرب أن تسمع أن يوجد -مثلاً- في إحدى المدن في المملكة كلية، ومعنى ذلك أن الدارسات في هذه الكلية ما بين سن التاسعة عشرة إلى الخامسة والعشرين وربما أكثر من ذلك، وقد تجد فيها مئات الطالبات، ثم تجد أن عدد المتزوجات يعد على رؤوس الأصابع، ولا تستغرب أن تجد في مجتمعنا نساء بلغت الواحدة منهن سن الثلاثين، بل إني أعرف نساءً بلغن أكثر من ذلك الخامسة والثلاثين بل والثامنة والثلاثين دون أن يتزوجن.
فهذه مأساة كبيرة -أيها الإخوة- وخطر داهم يهدد المجتمع، وهي على كل حال مأساة أو مشكلة عالمية يعاني منها العالم كله، لكن فيما يتعلق ببلادنا تُعد مشكلة جديدة إلى حد ما خاصة بهذه الكثافة، وهذه الكثرة.