تجاهل الإعلام للعلماء والمصلحين والمفكرين والمخترعين

لكن ما هي الوسائل التي تنشئ في نفسية الفتى أو الفتاة رفع قدر العلماء والمصلحين والمفكرين والمخترعين والمبدعين؟ إنها أقل القليل، حتى أولئك الذين قدموا خدمات دنيوية لا تجد أنهم يحظون بالقدر نفسه، بل كثير منهم مغمورون لا يسمع بهم أحد، فقد يقول قائل: إن العلماء والمفكرين والدعاة إلى الله عز وجل قد تركهم كثير من الناس عمداً، تعمدوا محاولة التعتيم على سيرتهم وشخصياتهم؛ لئلا يتأسى بهم الجيل.

وهذا ليس بغريب؛ لأن وسائل الإعلام في كثير من البلاد تسيطر عليها أصابع غير إسلامية، ولليهود دور كبير في السيطرة على الإعلام العالمي من خلال مراكزهم في أمريكا، وأوروبا، وغيرها، وهناك دراسات إحصائية دقيقة عن هذا الموضوع.

فقد يقال: إن وسائل الإعلام العالمية تتعمد تجاهل العلماء، والمصلحين، والمفكرين، والدعاة الإسلاميين؛ لكن ما هو السر وراء تعمد إهمال وإغفال المبدعين، والمخترعين، الذين يقدمون خدمات دنيوية لبني جنسهم؟! قد يكون الأمر نفسه كذلك هو السبب.

فالمهم أنني أقول: إن هذا اللون من النشاط الإنساني المسمى بالفن قد فرض نفسه في حياة الناس وواقعهم، كباراً وصغاراً، شباباً وشيوخاً، رجالاً ونساءً؛ لذلك أحببت أن ألقي الضوء في هذه الكلمة الموجزة على جانب من هذا الموضوع، وهو ما يتعلق بتوبة وأوبة أولئك المشتغلين في هذا المجال، وكما أسلفت لا أعني بتوبتهم أن يتوبوا إلى الله عز وجل فقط فيسلموا، وهذا هو المعنى الاصطلاحي الشرعي، بل قد أستعين أحياناً بالمعنى اللغوي الذي يعني: الرجوع عن الشيء وتركه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015