Q يقول: سيخرج الكثيرون من هذه المحاضرة بخيبة أمل حول المجاهدين المسلمين، وأفغانستان عموماً والخلافات والحروب بينهم، فهلَّا ذكرت بشائر أو تفاؤلاً قبل نهاية المحاضرة وأنت تعلم أنه ليس كل ما يعلم يقال؟
صلى الله عليه وسلم يا أخي: لماذا نظل صفراً أو (100%) ، أبيض أو أسود؟ هناك شيء اسمه (50%) ، وهناك شيء اسمه (40%) ، وهناك شيء اسمه (60%) ، وهناك شيء أسود، وهناك شيء أبيض، وهناك شيء بينهما لا هذا ولا ذاك.
فأنا أقول: الذي حصل في أفغانستان خير كثير، والجهاد كان خيراً، والانتصارات كبيرة والحمد لله، ولن يستطيع الغرب أن يوجد حكومة تنفذ مطالبهم، وهذا معروف، وقد ذكرت شيئاً من ذلك في المحاضرة التي خصصتها لهذا الموضوع، ولكنني ذكرت اليوم الجديد فقط، وإلا فنحن نعلم أن الغرب لن يرضى لا بـ سياف ولا بـ رباني ولا بـ حكمتيار ولا بـ يونس خالص، ولكنهم موجودون رغم أنوفهم في الحكومة، وقد يكون لبعضهم دورٌ كبير.
حتى الغرب لن يرضى باعتقادي بـ أحمد مسعود، وربما لن يرضى بـ مجددي، أيضا! إنما هو يبحث عمّن يعتقد أنه أهون الشرين عنده، وهو بالنسبة للمسلمين أقل الخير، فنحن نقول: نحن نتمنى أفضل من هذا، وليس الوضع الذي هو الآن في أفغانستان أسوأ وضع، وإنما كان ممكن أن تكون الأوضاع أسوأ بكثير جداً مما حصل الآن، فالآن الوضع جيد بالاحتمالات التي يمكن أن تقوم؛ خاصةً أن الغرب كان يخطط لإقامة حكومة لا علاقة للمجاهدين بها، والآن المجاهدون يهيمنون على معظم الوزارات، والمجالس القائمة لهم فيها دورٌ كبير.
لكن الأمرين اللذين أزعجاني هما: أولاً: تعيين ذلك الرئيس لأفغانستان.
ثانياً: وجود تأثير للمليشيات.
وأعتقد أنه من الممكن مع بذل الجهد والصبر أن تضعف هذه السلبيات، لكن لو نظرنا أن الوضع إيجابي وجيد، وأن كل شيء على ما يرام، ربما لا نقوم بعمل شيء، فالآن نحن نريد من إخواننا وطلبة العلم والمشايخ وغيرهم، أن يقوموا بعمل ما يستطيعون عمله لإخوانهم المجاهدين، ولن يعمل إلا الإنسان الذي يخاف، ومن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل.
أما لو تصورنا -والحمد لله- أن الجهاد انتصر والحكومة في أفغانستان قامت، وعلينا أن نبحث عن مكان آخر ندعمه، وننظر ما هي أخبار الجهاد فيه، فمعنى ذلك أننا انصرفنا عن أفغانستان في أحلك اللحظات وأهمها وهي لحظة قطف ثمرات الجهاد، وقد يسطو عليها بعض الأعداء، وينادينا إخواننا ونحن مشغولون عنهم ولا ننصرهم، لكن ينبغي أن نهتم بأفغانستان، ونواصل اهتماماتنا ومشاعرنا إلى إخواننا هناك، بأية وسيلة نستطيع أن نوصل بها مشاعرنا.