الأوراق المتفرقة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1] .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71] .

أما بعد: فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(ثمرات الأوراق) هو عنوان هذه الجلسة المباركة المنعقدة في ليلة الإثنين (2/ذي القعدة/ من سنة 1412هـ) , وهي الحلقة الثامنة والخمسون في سلسلة الدروس العلمية العامة في الجامع الكبير ببريدة.

ولهذا الموضوع علاقة واضحة بالدرس الذي ألقيته من قبل بعنوان: "من هنا وهناك" والذي كان مجموعة من الموضوعات والمسائل المتفرقة، التي تحدث نوعاً من التواصل بين المتحدث والسامعين.

لقد كان لذلك الموضوع المعنون بـ"من هنا وهناك" أثر كبير في نفوس عدد من المستمعين، واصلوني به من خلال اتصالاتهم أو رسائلهم أو مهاتفاتهم أو غير ذلك؛ لذلك كان ذلك الإلحاح على أن يتكرر مثل هذا الدرس بين الفينة والأخرى, فكلما تجمع لدينا مجموعة من الموضوعات والأوراق والمسائل المتنوعة المختلفة التي لا تنضبط تحت موضوع معين خصص لها مجلس تعرض فيه, ومثل هذا المجلس يعد معبراً تمر عليه بعض مشاركات الإخوة ممن يرغبون أن يوصلوا إلى إخوانهم المسلمين شيئاًَ من الخير، وقد لا يتسنى لهم ذلك بمفردهم، فيعتبرون هذا الدرس معبراً وجسراً إلى ما يريدون أن يقولوا لإخوانهم المسلمين.

ولهذا فإنني أعلن -مرة أخرى- الترحيب الدائم بكل ما يصل إليّ من الإخوة الغيورين على دينهم, الناصحين لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم, ولا يحقرن أحدكم شيئاًَ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيح: {لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق} وفي الحديث الآخر الصحيح: {لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة} وفي حديث ثالث: {ولو بظلف محرق} .

وقد أرسل إليّ مجموعة من الشباب قبل أيام ورقة يخاطبون بها بعض قادة الجهاد الأفغاني, ويطالبونهم بأن يكونوا على مستوى ظن المسلمين بهم, وأن يجمعوا كلمتهم ويتحدوا ويتفقوا, وأن يحذروا من مؤامرات الأعداء, وأقول لكم: ربما كان هؤلاء الطلاب في المرحلة المتوسطة, فلما طلبوا مني أن أسعى في إيصالها إلى المجاهدين, قلت في نفسي: فلماذا لا أرسلها؟! ربما يكون فيها خير كثير, ولا ينبغي للإنسان أن يزدري من الخير شيئاً فإنه لا يدري أين تكون البركة.

أما عنوان هذا الدرس: (ثمرات الأوراق) فهو إشارة إلى أن جل محتويات هذه الجلسة هي من أرواق شتى وصلت إليّ وهي كثيرة وانتخبت منها قليلاً مما أعتقد أن في تقديمه لكم في هذه الليلة بعض الفائدة.

أما عناوين هذه الجلسة فهي عشرة: 1- الجديد في أفغانستان.

2- في موكب الشعر.

3- من يشرب دم المسلم.

4- السودان أبيض أم أسود.

5- صحافتنا إلى أين؟! 6- تغيير مناهج التعليم.

7- الكيد الضعيف والمكر الكبار.

8- رسائل.

9- أسئلة وتساؤلات.

10- أين الغيورون؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015