قال الله: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان:4] أي أنه تقدر في ليلة القدر مقادير الخلائق على مدى العام، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، ويكتب فيها الجدب والقحط وكل ما أراده الله تبارك وتعالى في تلك السنة، والظاهر -والله تبارك وتعالى أعلم- أنه ينقل ذلك في ليلة القدر من اللوح المحفوظ، ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: [[إن الرجل يُرى يفرش الفرش ويزرع الزرع وإنه لفي الأموات]] أي: أنه كتب في ليلة القدر من الأموات.
ففيها يفرق كل أمر حكيم، أي يكتب ويفصل، وقيل: إن المعنى أنه يبين في هذه الليلة للملائكة.