الإعداد

الأمر الثاني الذي لا بد من دعوة المسلمين إليه، وأقول باختصار: الإعداد، قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] وقد سألني سائل هل ترى أن الإعداد فرض عين؟ فأقول: نعم الإعداد فرض عين، ولكن ماذا يعني الإعداد؟ إن الكثيرين اليوم يظنون أن معنى الإعداد هو فقط تدريب الناس على حمل السلاح، ووجود الأسلحة في أيدي المسلمين، وهذا لا شك أنه أحد صور الإعداد، ولكن هناك وراء ذلك ألوان وألوان.

هناك الإعداد العقائدي الإيماني الذي يكون به النصر، بتقوية قلوب المؤمنين، وتصحيح عقائدهم، وتربيتهم، وإحياء معاني التقوى في نفوسهم، وتربيتهم على الإيمان بالله، والإيمان باليوم الآخر، والاستعداد للقاء الله عز وجل، فإنَّ هذا الإعداد العقائدي الإيماني لا بد منه.

هناك الإعداد العلمي الشرعي لتربية المؤمن الذي يعرف دينه، ويعرف الحلال والحرام، ويعرف متى يقاتل، ومتى لا يقاتل، ومتى يحارب، ومتى يسالم، ومن يتبع، ويفقه دين الله عز وجل عن علم وبصيرة، ولا يكون قتاله لمجرد الحماس، أو مجرد الاندفاع، أو مجرد الغيرة الغامضة، بل يكون قتاله عن علم ويقظة وبصيرة، فلا يستغله خصم ولا يوظفه عدو، بل يعرف عدوه من صديقه.

هناك الإعداد السلوكي والتربوي بحسن العبادة لله عز وجل وحسن الخلق، والسلامة من أمراض القلوب وآفاتها، هناك الخبرات والكفاءات المتنوعة في المعركة الكبرى التي يحتاجها المسلمون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015