إن الصف المؤمن هم أنصار الله تعالى الذين غضبوا لله، وثأروا لدينه، ولم يغضبوا لأنفسهم ولا لدنياهم، ولا لتربة الوطن، ولم يقاتلوا من أجل شرف القبيلة، فلهذا ربما قاتل الواحد منهم أخاه، وقريبه، وابن بلده ووطنه، وربما قاتل سليل قبيلته متى ما كان كافراً محارباً لله تعالى ورسوله، والذين تقابلوا في بدر كما ذكر الله عز وجل في كتابه: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج:19] .
فهذان الخصمان الذين التقوا في بدر، لم يكونوا قبائل شتى، ولا أمماً متباعدة، بل كان القرشي يقاتل القرشي، والعربي يقاتل العربي، ولكن الذي فرق بينهم هو الدين والعقيدة.