Q ذكرت أن فتاة رأت رؤيا، فما هي هذه الرؤيا؟
صلى الله عليه وسلم الرؤيا فيها خير وهي من المبشرات فلا بأس أن أذكرها، أخبرتني إحدى الأخوات أنها رأت رؤيا -هذا قبل شهر- أن طيوراً نزلت من السماء فجاء طير أبيض وجلس، ووقع أمامها، ومعه ورقة في منقاره، فقرأت الورقة فوجدت فيها أعلى الورقة مكتوباً فيه: أنه يجب على المسلمين جميعاً أن يجتمعوا، ويوحدوا صفهم ويجمعوا كلمتهم.
وفي أسفل الورقة مكتوب: بشرى للمسلمين بأنه سوف يكون لهم السلام.
وأمرها أن تبلغ هذا للناس، فأخبرتني فشككت في الأمر، وطلبت أن يحضر ولي أمرها، فحضر شخص من طرفها فاضل وطالب علم، وأخبرني أنها امرأة صادقة، وقد رأتِ الرؤيا فعلاً، وهي تخبر بها، فطلبت منه أن يأمرها بالاتصال بي مرة أخرى، فاتصلت مرة أخرى، وطلبت منها أن تقص علي الرؤيا، فقصتها كما قصتها أول مرة، مما أورثني شيئاً من الاطمئنان -إن شاء الله- على صدقها، ثم سألتها هل أنت من أهل قيام الليل؟ فقالت: لا، إنما أصلي الوتر فقط، فقلت: هل أنت من أهل الصيام؟ قالت لا، إنما أصوم مع أهلي إذا صاموا مثل عاشوراء، أو ما أشبه ذلك، فزادني هذا اطمئناناً، إلى أن المرأة صادقة.
لأنها لو كانت غير صادقة، لقالت: نعم أنا من أهل القيام والصيام؛ حتى يكون هذا مدعاة إلى قبول ما أخبرت به، ثم سألتها أسئلة تبين لي منها أنها امرأة - إن شاء الله- صاحبة قلب طاهر، وبعيد عن الغل والحقد والحسد والبغضاء للآخرين إلى آخره.
وهذا من أسباب صدق الرؤيا، وسألتها هل رأت قبل ذلك رؤيا؟ فقالت: لا، إلا إنني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في المنام، مرتين رأيته طيفاً لا يتبين لي، والمرة الثالثة رأيته في بيت المقدس يصلي، وأنا وأختي نصلي وراءه، فلما انتهينا من الصلاة، جاء المشركون وقالوا: هل مر من هاهنا علي بن أبي طالب؟! فنظرت إليهم وقلت: لا، ما مر من ها هنا، فالتفت إلي الرسول صلى الله عليه وسلم وابتسم ابتسامة الرضا، ولما قالت: هذه الرؤيا أجهشت بالبكاء، ولم تتمالك نفسها.
ثم استحلفتها بالله بعد ما بينت لها عاقبة الكذب وخطورته، وبعد ما بينت لها عاقبة الكذب في الرؤيا أيضاً، وبعد ما بينت لها عاقبة الحلف كاذباً، فحلفت لي بالله العظيم أن ما أخبرتني به صحيح، وهذا إن شاء الله بشارة للمؤمنين.