الغربة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، إخوتي وأخواتي في الله قبل أن ننتقل إلى فضيلة الشيخ سلمان العودة، هناك بعض التعليمات والإعلانات الهامة أرجو من أحبتي في جميع المراكز كتابتها: أولاً: هناك إشراف إلكتروني على هذا المؤتمر الهاتفي كل عشر دقائق من قبل موظف السنترال، ولكن إذا فقد الاتصال بأي مركز؛ فيمكنه الرجوع للشبكة عن طريق الاتصال بموظف السنترال على الرقم التالي [] .

ثانياً: سوف يكون لنا مؤتمر هاتفي مع أحد علماء أو مفكري هذه الأمة كل يوم سبت من شهر رمضان إن شاء الله.

ثالثاً: حفاظاً على أوقات إخوانكم في مركز الدعوة الإسلامية هنا؛ فإنه لم يتم الاتصال بالمراكز أو الأماكن لدعوتهم في المشاركة في اللقاءات القادمة؛ حيث إن الدعوة وصلتكم الآن للاشتراك إلى نهاية شهر رمضان فعلى الراغبين في المشاركة في المؤتمرات القادمة أن يبعثوا رقم الاشتراك المخفض وهو ثلاثون دولاراً أمريكياً لكل مؤتمر على العنوان التالي: إسلامك دعوة [ISLصلى الله عليه وسلمMICعز وجلصلى الله عليه وسلمWصلى الله عليه وسلم] .

رابعاً: بناءً على طلب فضيلة الشيخ حفظه الله وهو ألا تسجل هذه المحاضرة؛ ما لم يكن التسجيل واضحاً نرجو من جميع الإخوة والأخوات الامتناع عن التسجيل في جميع الأماكن علماً بأن هناك مختصين في مركز الدعوة ودار مكة سوف يقومون بالتسجيل الواضح، والإخراج المنظم، وعلى الراغبين في الحصول على هذه المحاضرة مراسلة مركز الدعوة أو دار مكة.

خامساً: يسر مركز الدعوة أن يعلن للإخوة والأخوات عن مفاجأة سارة عن ضيفنا يوم السبت القادم إن شاء الله وفي الموعد نفسه، وهو واحد من أكبر علماء هذه الأمة فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أطال الله عمره، ونفعنا بعلمه، هذا الضيف يشاركنا هذه الليلة في الاستماع إلى هذا المؤتمر الهاتفي من الأردن بناءً على طلبه نرجو الله أن يرزقه الصحة والعافية ولجميع المسلمين إنه سميع مجيب.

سادساً: بناءً على طلب فضيلة الشيخ محمد الألباني حفظه الله ولأسباب صحية إن المؤتمر القادم سوف يقتصر على الأسئلة الفقهية فقط التي تهم المسلمين أرجو إرسال أسئلتكم ابتداء من هذه الليلة على العنوان السابق أو رقم الفاكس التالي [210000902] الآن يسعدنا أن ننتقل إلى فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة.

السلام عليكم يا شيخنا.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

شيخنا حفظكم الله إخوانكم المسلمون في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا في أكثر من ثمانين مركزاً يقرئونكم السلام ويباركون لكم هذا الشهر، سائلين الله أن يتقبل منا ومنكم ومن سائر المسلمين صيامه وقيامه.

أحبتي في الله من منا لا يعيش الغربة في هذه البلاد، فبعضنا يعيش غربة الأهل، والبعض يعيش غربة الوطن، ولكنا جميعاً نعيش غربة الدين وإنها لغربة، لذا فإن مركز الدعوة الإسلامية في مدينة شامبين وبالتعاون مع المركز الإسلامي في مدينة إروان يقدمون سلسلة من اللقاءات الهاتفية مع بعض علماء ومفكري هذه الأمة.

في الأسبوع الماضي كان لنا لقاء مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله، وموعدنا الليلة مع فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة بعنوان: "حديث إلى مغترب" فتفضل يا شيخنا حفظك الله ونفعنا بعلمك.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسلم تسليماً كثيراً، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71] .

أما بعد أيها الإخوة والأخوات، يسعدني كثيراً أن أتحدث إليكم في هذه اللحظات المباركة- إن شاء الله تعالى- وفي صباح هذا اليوم الأحد الرابع عشر من رمضان، وإنه ليسعدني أن أتحدث إليكم أيما سعادة، ولا يفوتني أبداً أن أشكر أولئك الإخوة الذين سهروا في تنظيم هذا اللقاء وترتيبه، إنها فكرة رائدة جميلة أن يتم تنظيم مؤتمر هاتفي يستمع فيه إخوة وأخوات في ولايات شتى إلى حديثٍ ما، وإنه ليسعدني أكثر وأكثر أن أسمع الآن من أخي المقدم أن فضيلة الشيخ الوالد/ محمد ناصر الدين الألباني هو أيضاً يستمع إلى هذا الحديث، فإنني بقدر ما أشعر بغبطةٍ؛ فإني أشعر بأن حديث مثلي في هذا الموقع نوع من الفضول، ولكن هي بلوى أسأل الله تعالى أن يعينني عليها.

أيها الإخوة إن الأحق بمثل هذا الحديث هو فضيلة الشيخ وأمثاله من العلماء الذين شابوا في العلم والتعليم والعمل والدعوة إلى الله تعالى- أسأل الله تعالى أن يبارك في أعمالهم وأعمارهم وأن ينفعنا جميعاً بعلومهم.

أيها الأحبة هذا اللقاء يتم في هذا الشهر الكريم، وفي مثل ذلك الجو الإيماني القوي عقب أداء فريضة من فرائض الله تعالى وعقب قيام ليلة من ليالي هذا الشهر، فهي فرصة لا تعوض، ومهما يطل الوقت فهو قصير، ولهذا فإنني أستأذنكم في الدخول إلى الموضوع وقد قسمت الموضوع إلى ثلاثة أجزاء أو ثلاث نقاط:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015