أخطاء يقع فيها الأشخاص

يتبين منهم ما يأتي: أولاً: النقص الجبلي الفطري الموجود في الإنسان، فإن الإنسان ضعيف بطبعه، مجبول على النقص بأصل تكوينه، وهذا الأمر لا ينفك عن الإنسان بحال، فهو عاجز عن أن يشتمل على أمور الخير كلها، ومن هو من الناس القادر على أن يقوم بكل الواجبات؟! وكل الفروض، حتى فروض الكفايات، وكل السنن، وكل المستحبات، لا أحد يقدر على ذلك كله.

ثانياً: الخطأ، وكما قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث الترمذي: {كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون} حتى أبو بكر رضي الله عنه قال في حديث الرؤيا: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! دعني أعبر هذه الرؤيا، فعبرها أبو بكر، فقال: والله يا رسول الله! لتخبرني أصبت أم أخطأت؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: {يا أبا بكر أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً} والحديث صحيح.

إذاً الخطأ من شيمة الإنسان ومن طبعه، وإن كان قليلاً عند السابقين، فما بالك بأهل هذا الزمن، إنهم معدن الخطأ ومظنته، وليس عجيباً أن يخطئوا بل العجيب أن لا يخطئوا، إلا من عصم الله عز وجل، فنسأل الله أن يعصمنا من الخطأ والزلل، إنه على كل شيء قدير.

وقد أخطأ عمر، ففي الأثر المشهور أنه وقف على المنبر وتكلم، فردت عليه امرأة، وهذا الأثر احتج به ابن تيمية رحمه الله تعالى، وصححه السيوطي، وغير واحد من أهل العلم، وليس مشكلاً أن يصح أولا يصح، فالمهم أن عمر قام على المنبر يتكلم في تحديد الصداق، والنهي عنه، فقامت امرأة فردت عليه فقال عمر: -يخاطب نفسه-[[أخطأ عمر وأصابت امرأة]] الحق يؤخذ ممن جاء به، والحق لا يعرف صغيراً ولا كبيراً، إذاً يجب أن ندرك أن الخطأ من شيمة الإنسان.

ثالثاً: الذي يتعرض له الإنسان -أيضاً- هو: الانحراف، فقد يضل والعياذ بالله بعد الهدى، ولهذا استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم، من الحَوْر بعد الكَوْر، يعني الضلال بعد الهدى {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً} [النحل:92] وكان عليه الصلاة والسلام يكثر أن يقول: {يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك} ونعرف أن ممن أسلموا مع الرسول صلى الله عليه وسلم وبايعوه، من ارتدوا عن دينهم، كـ عبيد الله بن جحش، الذي ارتد وتنصر في الحبشة، ومات هناك نصرانياً، وكـ الرَّجال بن عنفوة، الذي أسلم ثم ارتد في اليمامة، وكان من وزراء مسيلمة الكذاب، وقد جاء في الحديث: {أن ضرسه في النار أعظم من جبل أُحد} وهناك من ارتدوا ثم عادوا إلى الإسلام مرة أخرى، كما هو معروف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015