اطراد مسيرة الإنسان وانتظامها

أولاً: إن مسألة المنهج مسألة مهمة في اطراد مسيرة الإنسان، سواء أكانت مسيرته العلمية أم العملية، وسواء أكان الإنسان فرداً أم جماعة، بحيث تنتظم مسيرته وَتطَّرِدُ ولا تتذبذب، فأنت تجد بعض الناس له في كل يوم مشية، وله في كل واد منهج وطريق، فهو يهدم اليوم ما بنى بالأمس، ويهدم غداً ما بناه اليوم، لماذا؟! لأنه ليس له منهج واضح ينطلق منه في علمه، فهو يبدأ اليوم بحفظ القرآن، فإذا حفظ من القرآن شيئاً، قال: وجدت الناس قد ذهبوا بعلم الحديث، فترك حفظ القرآن وأقبل على حفظ الحديث، فإذا أخذ منه شيئاً قال: المهم علم الفقه والحلال والحرام، فترك علم الحديث وذهب إلى الفقه، وهكذا يقضي عمره كله يتذوق العلوم، ويتذوق الفنون، ويتذوق المناهج، ويتذوق الطرائق، ولا يخرج منها بطائل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015