وكذلك تفطنوا لزوجاتكم وبناتكم فلا يكون الواحد منا مثل ذلك الرجل الذي قد حركه السيل الجارف وهو ينظر إلى السماء ويقول: اليوم غيم، اليوم وادي، أو سيل أو طوفان، فالفساد يكتسح كثيراً من المجتمعات، فكيف تغفل عن زوجتك في البيت؟! وكيف تغفل عن ابنتك؟! وهل تدري ماذا يجري في البيت؟! وهل تدري ماذا تأتي به ابنتك من الصحف والمجلات والأشرطة؟! وهل تدري ماذا تستمع؟! وهل تدري كيف تستخدم الهاتف؟! وهل تدري من صديقاتها؟! وما هو الحديث الذي يدور بينها وبين صديقاتها؟! ما الذي يدريك أن ابنتك لا تشاهد أفلاماً محرمة، ولا تسمع أغاني محرمة، ولا تقرأ مجلات محرمةٍ داعرةً تربي البنت على الرذيلة والانحلال؟! وما الذي يدريك أن تكون ابنتك تتحدث مع بعض صديقات السوء عن صديقي فلان، وأقمت علاقة مع فلان، وهذه صورة علان؟! وما الذي يدريك أن تكون بنتك تستخدم الهاتف أحياناً لغرض المعاكسة والاتصال، والتعرف على الشباب؟! إنني أعلم أيها الإخوة من خلال معلومات مؤكدة وصلتني، أن هناك عدداً غير قليل من بناتنا، وآباؤهن من الصالحين الطيبين الحريصين الغيورين، ومع ذلك تقع البنت في مثل ذلك دون أن يعلم والدها، وقد تتوب وهو لم يعلم بشيء من ذلك، وقد جاءتني رسائل في هذا المضمون عديدة تدل على أن كثيراً من البيوت قد خربت دون أن يعلم المسئولون عنها، وأن الذئاب البشرية من هؤلاء الشباب المنحرفين يفتكون بعدد غير قليل من فتياتنا بدون علم أولياء أمورهن، أَمَا إني لا أعممُ هذا الكلام ولست أقول: إن كل البيوت كذلك، ولا كل البنات كذلك، بل فيهن القانتات الصالحات الحافظات للغيب بما حفظ الله، وفيهن الدينات العفيفات وهن كثير -والحمد لله- ولكن مع ذلك يجب أن ننتبه لئلا تتخرب بيوتنا ونحن لا نشعر.