الخطبة الثانية: الحمد لله حمداً كثيراً، كما يحب ربنا ويرضى، وأصلي وأسلم على خاتم رسله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: أيها الإخوة المؤمنون: إن هذا العصر الذي تعيشونه، عصر مليء بالفتن والشهوات، وشبابكم مهدد من جهات عديدة، فالمخدرات تفتك بالشباب، وهناك أجهزة عالمية تسعى إلى نشر المخدرات في العالم كله، وخاصة في هذه البلاد؛ لأنهم يعرفون أنها هي المعقل الأخير للإسلام، وأنهم إذا اقتحموها وقضوا على شبابها، فقد أصابوا المسلمين في عقر دارهم، وشبابكم مهددون بأجهزة الإعلام الفاسدة المنحلة، من أجهزة مسموعة أو مرئية، أو مقروءة، أو غيرها، وهي تبث السموم وأحياناً قد تبث السم في الدسم، وتغري الشباب بالكلمة الجميلة، والصورة الفاتنة، والقصيدة، والأغنية، والمنظر، وغير ذلك.
وشبابكم مهددون بكثير من الكتب، التي تثير الشبهات حول الإسلام، وكثير من الشباب يسافرون إلى بلاد أخرى، من بلاد الرذيلة، خاصة في الإجازات حيث يستمتعون بالحرام، من شراب، وزنا، وفسوق، وكل ما يسخط الله -جل وعلا- وبعضهم يذهبون ويرجعون وقد اصطادتهم أجهزة خبيثة هناك، وجندتهم لخدمتها وتحقيق أغراضها، لنشر الرذيلة والفساد في بلاد المسلمين، فيرجع بعضهم - بل أكثرهم- وقد تحلل من أخلاقه، ويرجع بعضهم وقد حمل أفكاراً معادية للإسلام، وصار يشكك في الدين والعياذ بالله فيجب عليكم أن تنتبهوا إلى هذا الخطر، ولا بد أن تدركوا أن الزمان يتغير.
قبل عشرين سنة كان يحدث من بعض الشباب شيء من الفسوق أو العوج، لكنه سرعان ما يتعدل ويسلك مسيرة آبائه وأقاربه ويهتدي، أما اليوم فالأمر ليس كذلك، لأن المغريات كثيرة، والفتن كثيرة، والشهوات كثيرة، وإذا وقع الشاب في شراك شيء من ذلك فإنه من الصعب أن يخرج منه.
خذ على سبيل المثال: المخدرات، الشاب الذي يقع ضحية المخدرات كيف يخرج منها؟! إذا أصبح مدمناً أصبح من العسير أن يتخلص منها، حتى أن بعضهم يأكل أو يتعاطى هذه المخدرات وهو يعلم أنه يموت الآن، لأنه اعتاد عليها فأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياته، وأصبح مدمناً لها فلا يستطيع أن يتخلص منها والعياذ بالله وهذه عقوبة عاجلة لهؤلاء، فانتبهوا -بارك الله فيكم- لأولادكم منذ الصغر، وارعوا الأمانة التي ائتمنكم الله عليها.