Q إذا أخطأ أحد العلماء فكيف ننصحه؟ وما حكم من يسكت عن نصيحته بسبب المجاملة؟
صلى الله عليه وسلم الغالب أن العالم إذا أخطأ يقيض له عالم آخر، لأن العامي، وطالب العلم، والمبتدئ قد لا يدرك خطأ العالم غالباً، وقد يخيل إليه أنه أخطأ والواقع أنه مصيب، وإنما الخطأ هو في قصور هذا الإنسان وفهمه لما يريده العالم، وهذا لا يعني تزكية العالم مطلقاً، بأنه لا يخطئ مطلقاً، لا لكن هذا يعني الإشارة إلى أنه قد يتصور الإنسان أن العالم مخطئ في هذه المسألة ويكون هو المخطئ، فالذي يستطيع أن يقدر خطأ العالم هو العالم مثله، ولكن لو فرض أن العالم وقع في خطأ حقيقي ما فيه كلام بسبب غفلة أو سهو أو غير ذلك، يبلغه الإنسان بتلطف، ولذلك ذكر ابن جماعة في كتابه القيم، الذي أنصح طلاب العلم بقراءته ليتعلموا الأدب مع شيوخهم وعلمائهم "تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم" ذكر أنه: إذا كان الطالب يقرأ على الشيخ وردَّ على الشيخ خطأً فإن على الطالب أولاً أن يعيد العبارة، يعيدها من قبل حتى يبين للعالم المعنى الصحيح، فإذا رد عليه مرة أخرى فإن الطالب يقرأها كما يريد الشيخ، لكن بصيغة الاستفهام، فإذا أصر العالم عليها فإن الطالب يقرأها ثم يراجعه بعد ذلك، ويسأله عن معناها بينه وبينه.