Q كنت خرافياً صوفياً ومنَّ الله علي بالهداية إلى دعوة الكتاب والسنة، ما زلت أعرف الكثير من الخرافيين، لا هَمَّ لهم إلا شتم وسب سماحة الشيخ ابن باز والشيخ الألباني حفظهما الله عز وجل، وقدحهم بالافتراءات، فما واجبي تجاههم، وكيف نوقف الوباء، علماً أن العلاقة بهم شبه مقطوعة؟
صلى الله عليه وسلم هذه مشكلة، ومثل هذا السؤال يؤكد لكم ما ذكرت لكم قبل قليل، في قضية انتشار المنكرات والبدع والخرافات، والصوفية في كثير من البلاد الإسلامية، وغفلة بعض العلماء والدعاة عن المجتمع، أحياناً العلماء والدعاة يكونون منحازين في الجامعة، أوفي المدرسة، أو في حلقات معينة، والمجتمع تنخر فيه مبادئ ومذاهب ونشاطات وأعمال وهم بمعزل عنه، وهذه والله مصيبة! واجب العالم، وطالب العلم، والداعية أن ينزل للمجتمع، ينزل للميدان، ميدان الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين السنة والبدعة، بين الهدى والضلال، وهذا الأخ ضريبة الهداية، وقد مَنَّ الله تبارك وتعالى عليه بالهداية، ونسأل الله أن يختم لنا وله بالخير، وأن يعمل على إنقاذ من استطاع من هؤلاء القوم فلا يقطع العلاقة معهم، بل يراسلهم ويناصحهم، ويأتيهم بالمداخل المناسبة، فرداً فرداً، لا يبدأ بهم بالمجموعة، فكما قيل: الكثرة تغلب الشجاعة، لكن يبدأ بهم واحداً واحداً، ويحاول أن يدخل بعض الأفكار عليهم، ولا يطلب منهم في البداية أن يقبلوا ما يقول، لكن يستمعوا له على الأقل، اقرأ هذا الكتاب، اسمع هذا الشريط، ويناقشه في مثل هذه الأمور لعل الله أن يهديهم، كما أنه إن كان هؤلاء القوم يؤثرون في بعض الناس، فعليه أن يعمل على منع تأثيرهم بأن يسبق إليه، إذا علمت أنهم يحاولون أن يجروا بعض الناس إلى ما هم فيه، تحاول أن تسبق وتؤثر في هؤلاء الناس لأن الإنسان يكون أحياناً كما قيل: مناخ من سبق، بعض الناس مناخ من سبق، إن سبق إليه أصحاب البدعة أخذوه، وإن سبق إليه أهل السنة أخذوه.