تعدد جراحات المسلمين

Q لا يخفى عليكم ما يجري في العالم الإسلامي، بل في العالم كله من اضطهاد للمسلمين، وإني لأعجب من بعض الدعاة حيث يركزون على منطقة دون أخرى، وإن كان الواجب تقديم الأهم فالأهم، لكن أن ننسى أغلبها فليس من العدل، فلو نظرنا للواقع فلا نسمع إلا عن فلسطين وأفغانستان والجزائر وأما غيرها من المناطق الإسلامية، فلا نسمع الحديث عنها، وأقصد مثلاً: كشمير والفلبين والصومال والسودان واليمن وليبيا وسوريا وتونس والولايات السوفيتية.

وغيرها كثير، وإنني أعجب أن أسمع أن إيران هي التي تدافع عن المناطق الإسلامية؛ وإن كنت أثق أن دفاع إيران هو دفاعٌ إعلاميٌ فقط وإلا فهي حربٌ على أهل السنة، ولكن من يدرك هذا؟! أرجو منكم ومن العلماء توضيح هذا الأمر، ثم ما هي عقيدة أهل أذربيجان؟

صلى الله عليه وسلم أذربيجان -على ما أعلم- فيها أكثرية شيعية، أما الولايات الأخرى فالأكثرية فيها منسوبون إلى أهل السنة وإن كانت قد أثرت فيهم الأسلحة التي ذكرتها من قبل، وهي: الإفقار والتجهيل، فصار كثير منهم جاهلاً بدين الله لكنهم على استعداد أن يتعلموا.

أما قضية عدد من البلاد فماذا تركت يا أخي بارك الله فيك! في بلاد الأفغان جرحٌ عميق نازفٌ يستجيش كل ضمير وعلى أرض مصر مليون جرحٍ وبكل الدنا نِدَاء مستجير ففي كل وادٍ بنو سعد، والجراحات كثيرة، ونحن نتمنى أن تكثر الأصوات التي تدافع عن المسلمين والتي تدعو إلى الإسلام، وأن لا يظل المسلمون مجرد متفرجين أو مجرد مستمعين يستعذبون حديث هذا، ويستطيبون حديث ذاك، أين أنت أيها الأخ السائل وأمثالك ممن يحسون بآلام المسلمين؟! نريد منابر كثيرة تتأبى على الحصر والعد، ولا يسهل القضاء عليها، نريد منابر لا تتوقف أبداً، تدافع عن قضايا المسلمين في كل مكان، والفرص بحمد لله كثيرة ومن يريد أن يقول كلمة الحق يجد ألف وسيلة ووسيلة لقول هذه الكلمة، أما الصوت الواحد أو الأصوات المحدودة فإنها ستظل محدودة، ولن تستطيع أن تغطي إلا رقعةً محدودة من الزمان، ورقعة محدودة من المكان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015