السؤال يقول: قد قدمت للتو من المنطقة الشرقية، ورأيت الأمريكيات تذهبن في مناطق عديدة فما موقفنا من هذا العدد الهائل وكيف نتصرف؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع أننا يجب أن نفكر تفكيراً عملياً فنقول: هؤلاء النساء، بل والرجال الأمريكان، موجودون عندنا، هذا واقعٌ لا داعي لأن نجادل فيه، أو نتردد فيه، إذاً ما هو الحل! المصيبة حين يسأل أمريكي رجلاً مسلماً، فيقول له مثلاً: أين الكنيسة أريد أن أصلي؟ يقول له: ما عندنا هنا كنائس، عندنا مساجد؟ فيقول: وما هي المساجد؟! قال: هذه بيوت المسلمين أماكن العبادة! فيقول: ما هو الإسلام؟ أريد أسلم علمني ما هو الإسلام، يقول: ليس هذا وقته، فنحن مشغولون بأهم من ذلك، (بعدين) !! هذه هي المصيبة! المصيبة أن الرجل النصراني أصبح يحس أنه بحاجة أن يتدين ويبحث عن الكنيسة، لماذا؟ لأنه يكون على شفا حفرة، أو قد يموت الآن، على الأقل فهو يريد أن يتعبد على حسب علمه وفهمه، والمسلم يقول: ليس هذا وقته ولا يعلمه الدين، ومن الممكن أن نحدث أثراً كبيراً جداً حتى في الجنود والجنديات الأمريكان لو نشرنا عندهم كتباً بلغتهم، ووجد من يتحدث معهم، ونظمت جهود في ذلك، أعتقد اعتقاداً كبيراً أنه سوف يكون لذلك أثر.
ويؤسفني أن أقول: إن العراق -وبسرعةٍ هائلة ونجاح لا شك فيه- كوَّن إذاعة تنطق باللغة الإنجليزية وتخاطب الجنود الأمريكان، وقد التقط بعض الشباب هذه الإذاعة، وهي تقول للجنود: كيف تقاتلون أيها الجنود الأمريكان النبلاء في بلادٍ بعيدةٍ عن بلادكم؟! هل تدرون أن الواحد منكم سوف يعود إلى بلده وهو ملفوف بنعش وهو لا يدري من أجل ماذا قاتل؟! وهو يدافع عن أمورِ شأنها كذا، وكذا، وكذا ويقاتل شعوباً تريد البحث عن الحرية وتريد، وتريد، وتريد؟! وهكذا ربما يحاولون أن يحطموا معنوياتهم، وقد يفلحون في ذلك، مع أنهم يوجهون إذاعة إلى السعوديين ويوجهون إذاعة إلى المصريين.
أما نحن فلا زلنا عند أم احديجان وإذا انتقلنا فإلى أغنية، أو دندنة، أو ما أشبه، ومن المؤسف أن يكون هذا تفكيرنا، وهذا تصورنا، وهذا تخطيطنا وهذا إعدادنا للمعركة.