ابتلاء العصاة

Q هل العاصي يبتلى؟

صلى الله عليه وسلم الابتلاء من عند الله تعالى، فيبتلي من يشاء، يبتلي المؤمن، ويبتلي الفاسق، ويبتلي العاصي، فقد يبتلي الله تعالى المؤمن بالفاسق، وقد يبتلي الفاسق بمن هو أفسق منه، وقد يبتلي الفاسق أو المؤمن بالكافر، وهذه كلها لا يستدرك فيها على القدر.

ولا يقال لماذا؟ لأن لماذا هنا غير واردة، والمخلوق لا يقول للخالق لماذا؟ لكن يقول لنفسه: لماذا؟ ويمكن أن أقول: لماذا أصابني ما أصابني؟ فأرد: أصابني لأنني فعلت، وفعلت، وفعلت لكن لا تسأل الله فتقول: لماذا؟ لأن الله تعالى هو الخالق الذي يخلق ما يشاء ويختار، ويفعل ما يشاء لا معقب لحكمه، لا يُسْأل عما يفعل وهم يسألون.

هذا وأسأل الله عز وجل أن يرفع بأسه عنَّا، وأن يهبنا منه رحمةً ويغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا ويثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين، وأن يوفقنا للتوبة النصوح، وأن يعافينا من المصائب، في ديننا ودنيانا، وأن يتوب علينا، وأن يهدينا سواء السبيل، ونسأله جل وعلا أن يرينا في أعداء الإسلام والمسلمين عجائب قدرته، وأن يأخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر، اللهم إنهم لا يعجزونك، فخذهم يا قويٌ يا عزيز، اللهم إنهم لا يعجزونك فخذهم يا قوي يا عزيز، اللهم كلَّ رايةٍ رفعت تنادي بلا إله إلا الله وتريد أن يكون الحكم لله فأعزها وأعز أهلها، واجعل العاقبة لها، وكل راية رفعت ليكون الحكم للطاغوت ولِتُهينَ العلماء، والمؤمنين، والدعاة، والصالحين، فبقوتك وحولك وطولك يا قوي يا عزيز نَكِّس هذه الراية، واجعل أهلها غنيمةً في أيدي المؤمنين، اللهم أعزنا بطاعتك ولا تذلنا بمعصيتك، اللهم اهدِ قلوبنا إليك، اللهم نور بصائرنا، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، اللهم اجعل ما أصابنا عبرةً لنا، اللهم اجعله سبباً واصلاً بنا إلى طاعتك والتوبة إليك، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015