الحكم بغير ما أنزل الله

من ذنوبنا: الحكم بغير ما أنزل الله، حيث حكمنا عباد الله تعالى بشريعة غير شريعته، وقانونٍ غير قانونه، ونظامٍ غير نظامه، وحكَّمنا في رقاب الناس ودمائهم، وأموالهم، وأعراضهم، قوانين الكفار من الأمريكان، أو الفرنسيين أو غيرهم، وأقصينا شريعة الله تبارك وتعالى وجعلناها وراءنا ظهريا، وهذه جريمةٌ كبرى، بل هو كفرٌ بالله العظيم القائل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة:45] والقائل: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:47] والله تعالى ينتقم لدينه وشريعته ممن يحكمون بغير شرعه، فيأخذهم أخذةً قوية، وقد يعاقبهم بمن هو أكفر منهم، وأفسق وأطغى قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] وقد يقول الفرد العادي: وأي ذنبٍ لي حين يحكمني الحكام بغير شريعة الله، فنقول: كلا، فكلنا مسئولون، فلم يكن الحاكم ليحكم الناس بالقانون الوضعي لو كان يعرف أنهم لا يرضونه، ولم يكن ليحكمهم بالقانون الوضعي؛ لو تصور أن الناس يخرجون في الشوارع بهتافات تعلن أنها لا تقبلُ إلا حكم الإسلام، ولا تقبل إلا دين محمد عليه الصلاة والسلام، لكنه عرف أن الناس قد يقبلون القانون، بل ربما فضلوه أحياناً على شريعة الله.

وكم من إنسانٍ يدعي الإسلام، ومع ذلك يرفض أن يتحاكم إلى شريعة الله؛ لأنه يخشى أن يكون الحكم عليه، كم من سارقٍ كبيرٍ لا يريد أن يقام حد السرقة؛ لأنه أول المقطوعين، وكم من زانٍ يقيم بيوت الدعارة، ومواخير البغاء والرذيلة في بيته، أو مزرعته، أو فندقه، لا يريد أن يقام حكم الله! لأنه يعرف أنه أول المرجومين، وأول من تطالهم يد شريعة الله عز وجل، وبهؤلاء وأمثالهم خذلنا، ومن هؤلاء أُتينا، وهؤلاء هم سر فشلنا، وهزيمتنا، وهم سر ضياعنا، وضعفنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015