إن الربا ما كان في مالٍ إلا محقه وأتلفه بحالٍ من الأحوال، واقتصادنا في بلاد العالم الإسلامي كله، إنما يقوم على الربا وهذه البنوك التي تصادم منارات المساجد في كل مكان، هي محادةٌ لله تعالى ورسوله، وهي بيوت الفساد والرذيلة والمعصية، ووجودها هو إعلانٌ صريحٌ صارخٌ للحرب على الله عز وجل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} [البقرة:178-179] أينا لم يدخل جيبه درهمٌ من ربا، أينا لا يمتلك في البنك حساباً يضارب فيه بصور بعضها ربوية، وقد يأخذ من البنك فوائد على إيداعات بالربا، أي مسلمٍ اليوم خاصة من الأثرياء والتجار، يتحرى ألا يدخل جيبه إلا قرش من حلال، حتى لو ضاعت عليه بعض الصفقات.
فلينظر العاقل، وليعتبر وليتعظ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن كل جسم نبت على سحت فالنار أولى به} وكل مال كان من الربا فإن مصيره في هذه الدنيا الخسار والبوار، وكم من تجار في بلادنا زالت تجارتهم، وأقفرت أيديهم، وصفرت، وأصبح الواحد منهم لا يجد مائة ريال يشتري بها حاجته اليومية، ولو بحثت لوجدت أن السبب هو الربا أو منع الزكاة.