الإنكار للمنكر بالتواصل مع صاحبه

Q ذكرتم في شريط فقه إنكار المنكر، أنه إذا أعلن شيء يغضب الله ورسوله، فإنه يجب على طلبة العلم، أن يتصلوا على من أعلن ذلك، بأن ينصحوه، وينكروا عليه، فهذا طيب، ولكن يا شيخ قد يكون هناك أمرُُ منكر من جهة رسمية، وأعلنت إحدى الصحف، فهل من الحكمة، أن يتصل إلى تلك الصحيفة، وينكر عليها، وقد يترتب على ذلك مآسٍ؟

صلى الله عليه وسلم على كل حال، ليس المعنى أن تتصل بالصحيفة إذا نشرت الخبر، لا، بل يمكن أن نقول الحمد لله أن الأمر ظهر، بحيث يمكن إنكاره، فيُتصل حينئذٍ بالمصدر، الذي كان سبباً في ظهور هذا المنكر، يتصل فيه، ويخوف بالله عز وجل، ويذكر بأنه أمين على جماعة المسلمين وأعراضهم وأموالهم وأخلاقهم، ويجب أن يكون حفيظاً لهذه الأمانة.

وبالمناسبة أيها الأحبة، كلمة أرى أنها مهمة، وهي المقارنة مع عدونا، يفعل الكثير، ويقنع باليسير، ونحن نعمل شيئاً يسيراً ونريد نتائج عظيمة! هذا من انتكاسنا في الواقع، النصارى يبذلون جهوداً جبارةً، ويرسلون مئات الآلاف من المنصرين في كل مكان، ويعقدون المؤتمرات، وينشئون الإذاعات والمستشفيات، والمدارس، والمؤسسات والصحف، والجمعيات، ولهم عمل جبار يتعجب منه الإنسان، ثم يقنعون أحياناً بأن يتنصر واحد، أو يرتد واحد، أو ما أشبه ذلك ويعتبرون هذه نتيجة ومؤشر ليبشر بعضهم بعضاً، يفعلون الكثير، ويقنعون بنتيجة يسيرة، أما نحن الآن نفعل القليل، ثم نريد نتائج كبيرة، فأريد مثلاً بمجرد اتصال، الإتصال كلفني دقيقتين، وبالنسبة للمبلغ المالي يمكن عشرة ريالات قيمة الإتصال، لكنني أريد في مقابل عشرة ريالات بذلتها، ودقيقتين من وقتي غير الثمين، ولا مؤاحذة أريد أن تكون النتيجة عاجلة، هي القضاء على هذا المنكر وزواله، وإذا لم يحصل صار عندي إحباط، والمرة الثانية إذا قال لي واحد: اتصل أو اكتب أو تكلم أو أنكر، قلت: لا توجد فائدة فقد فعلنا، لا بل افعل وافعل، وكرر واستمر، وهذا طريقك، ولو لم يحصل شيء إلا براءة ذمتك، وأن تلقى الله عز وجل، وقد أخليت ساحتك من المسئولية، في هذا الأمر: {قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخي} [المائدة:25] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015