أجهزة الفساد في البيوت

Q أرجو توجيه كلمة خاصة للشباب عن حقيقة الإعلام الفاسد الذي نواجهه أو قد يواجهنا؛ لأننا نجد كثيراً من الشباب الملتزم يوجد في بيته أجهزة الفساد، والبعض منهم يرى أنها لا تشكل خطراً على الفرد والأسرة؟

صلى الله عليه وسلم نعم الحقيقة هذه مشكلة، لأن بعض الشباب، يتكلمون عن غيرهم، وكأنهم هم غير مقصودين، مثل ما قرأت في بعض الكتب، يقول الشيخ محمد أمين المصري رحمه الله: كان هناك خطيب في الشام يتكلم عن قضية غلاء المهور ووجوب تخفيض المهور، وألا يغالي الناس في صداق النساء، يقول: فكان عنده بنت، فلما جاء زواجها، طلب مهراً عالياً وأسرف وبذخ وبالغ، فقيل له في ذلك، فهز رأسه وهز كتفيه منفعلاً، وقال: هل تريدون أن تكون بنتي أقل من بنات الناس؟!، أين كلامك بالأمس؟ أين ما كنت تقول بالأمس هذا حدث عملي واقعي، كلام الذي كنت تقوله! كلام الداعية تجد أنه ينتقد المجتمع، وينتقد القريب والصغير والعالم والحاكم، لكن لو تأتي إلى بيته تجد فيه أحياناً عشرات الأخطاء ولا من تصحيح، وربما لو قلت له في ذلك، قال: الزوجة قد تعترض، حسناً لماذا لا تفترض أنه والله حتى هذه المنكرات في الواقع ربما يكون سبب عدم تغييرها أنه هناك من يعترض.

إذا كان في بيتك خمسة أفراد، ومع ذلك تأتي المعارضة، وتترك أشياء كثيرة من أجلهم، فما بالك بغيرك؟ هو أكثر عذراً بهذا!! طيب إذا نحن فتحنا هذا الباب معناه أن المنكرات تبقى بحجة أن الناس يطلبونها أو يريدونها! وهذا خطر كبير، لا أعتقد أن داعية يصدق أو يرضى به، هل سوف تصبح أيها الداعية، بواباً على شاشة التلفاز! تغلق وتفتح؟ إذا جاءت مادة فاسدة أغلقت، وإذا جاءت مادة صالحة فتحت من أجل الأطفال، هل سوف تترك عملك وذهابك وإيابك وصلاتك ودعوتك لتكون بواباً على التلفاز؟! هذا غير صحيح، إذاً معنى ذلك أنك سوف تهتم من أهل البيت، هل تربي أهل البيت؟ هذا السؤال أنت الذي سوف تجيب عليه، عندك نساء قد لا يكن تربين تربية سليمة، عندك صغار، عندك شباب، عندك مراهقون، إذاً الحل هو أن تنظف بيتك من أجهزة الفساد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015