التكالب على الأمة الإسلامية

أترك المظهر الثاني من مظاهر هذه المرحلة ليتحدث عنه أخي الشيخ:- محمد الفوزان.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فقد تحدث الشيخ سلمان عن المظهر الأول: وهو العلنية، وأتى على كثيرٍ من هذا المظهر، ومن المظهر الثاني أيضاً، إلا أن التأكيد عليه أمر مهم، وهو مظهر التكالب، كما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: {تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله!؟ قال: بل أنتم كثير! ولكنكم غثاء كغثاء السيل} ونحن لسنا في مرحلة التداعي، بل تعدينا مرحلة التداعي، التداعي جاء من قبل مائة عام!! قبل قرنٍ من الزمان تداعت علينا الأمم، واستعمرتنا كما تقول، واحتلوا بلادنا احتلالاً صريحاً، لم يبقوا في العالم الإسلامي إلا أجزاء يسيرة كانت تتمتع بالعقيدة السلفية كمثل هذه البلاد، ماذا عملوا؟ لما وقعت الفرصة في أيديهم، أعدوا لها العدة الكبيرة حتى لا يفلت الزمام مرة ثانية، وخططوا الخطط الكبيرة التي سمعتم عنها الكثير وقرأتم عنها الكثير فيما يسمى بالغزو الفكري، وغُزيت البلاد فكرياً وإعلامياً واقتصادياً، وعمل لها مخططات طويلة الأجل بعيدة المدى ضاربة في الأمة في أعماقها، بحيث لا تستطيع هذه الأمة أن تنهض ومر الزمان سريعاً وهم يرقصون؛ لأنهم وجدوا ثمار هذه المخططات يانعة، وقد أنتجت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015