Q متى بدأ الوضع في الحديث، وما أشهر الكتب التي أُلفت من أعداء الإسلام في الأحاديث الضعيفة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، لم يوجد الوضع في الحديث النبوي، أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بصورة ظاهرة معروفة أو مشهورة.
وإن كان لا يمنع أن يوجد من المنافقين من يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يفتري عليه، واستمر الأمر على ذلك زمناً طويلاً حتى بدأت الفتن بين المسلمين، ووجد ما يسمى بالفرق الإسلامية من خوارج، ثم رافضة، ثم معتزلة، فحينئذٍ بدأ الوضع في الحديث النبوي، في أواخر عهود الصحابة رضي الله عنهم حتى إن ابن عباس رضي الله عنه، كان عنده رجل من التابعين، يقال له: بشير بن كعب العدوي، فكان يقول لـ ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فلا يلتفت إليه ابن عباس.
فقال بشير: أيا ابن عباس مالي أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تلتفت إليَّ.
قال ابن عباس: [[إنا كنا إذا سمعنا رجلاً يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا -يعني: ارتفعت إليه أبصارهم ينظرون إليه، شوقاً ولهفاً لمعرفة ما يقول.
قال- فلما ركب الناس الصعب والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف]] .
وكذلك قال محمد بن سيرين: [[لما وقعت الفتنة، قالوا هاتوا لنا رجالكم، حتى نعرف أهل السنة فنأخذ عنهم، ونعرف أهل البدعة فلا نأخذ عنهم]] .
فبداية الوضع في أواخر عهود الخلفاء الراشدين، حيث بدأت الفرق الإسلامية، من الخوارج، والرافضة وغيرهم، وإن كان الخوارج لا يُعرف عنهم كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم كانوا يحرمون الكذب، بل ويعتبرونه كفراً.
وأكثر الفرق ولوغاً في هذه الجريمة، هم الرافضة الذين كانوا -كما يقول أحد شيوخهم-: إذا استحسنوا كلاماً جعلوه حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما الكتب التي أُلفت في الأحاديث الموضوعة، فأظن أنني أشرت إليها سابقاً.