واجبنا أيها الإخوة: أولاً: أن نتثبت في الأحاديث التي ننسبها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا سمعنا حديثاً منسوباً إليه عليه الصلاة والسلام تأباه عقولنا وفطرنا، وتشمئز منه نفوسنا، فعلينا أن نسأل عنه، أو نرجع إلى الكتب التي عنيت ببيان الأحاديث، حتى نعرف صحته من ضعفه.
ولست أدعو الإخوة إلى معرفة الأحاديث الموضوعة؛ فإن معرفتها أمر متعسر، أو متعذر كما ذكرت.
ولذلك إذا لم يعرف العلماء حديثاً فليس بحديث؛ لأن الوضع لا يتناهى، وقد يضع الكذابون في هذا العصر، أو في عصور قادمة أحاديث على الرسول عليه الصلاة والسلام.
لكن عليك أن تشتغل بالحديث الحسن والصحيح، ففيه غنية عن الحديث الضعيف والموضوع، وإذا سمعت حديثاً تشمئز منه أو تشك فيه؛ فعليك أن تتثبت منه، وتسأل عنه أهل العلم، وخاصة هذه الأحاديث التي يشتغل الناس بطباعتها وتصويرها وترويجها بين الناس.
علينا أن لا نشارك في إشاعتها إلا بعد التثبت منها، فإذا علمنا أنها أحاديث ضعيفة؛ فلنحذر منها، ولنكتب في أسفل كل ورقة منها: أن هذا الحديث مكذوب موضوع، قال فيه فلان كذا، وقال فيه فلان كذا، حتى نساهم في تحذير الناس منه.
ثم إن علينا أن نشتغل بالسنة الصحيحة، وخاصة صحيح البخاري ومسلم، والسنن الأربع، فإن الإنسان بحاجة إلى أن يعرف الحديث الصحيح، ليكون نبراساً له في هذه الحياة.
أسأل الله أن يرزقني وإياكم العلم بالسنة، وأن يوفقني وإياكم لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا ممن عمل بسنته، ونصح لأمته، وشرب من حوضه.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.