الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إخوتي الكرام: إن الله تبارك وتعالى حرّم في كتابه العزيز أخلاقاً ذميمة، منها: الكذب عليه أو على خلقه.
بل لعن الكاذبين، كما في قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران:61] .
وإن من أشد الكذب وأعظمه الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أنه يتضمن مع الكذب الذي هو خصلة ذميمة، آثاراً سيئة كثيرة: منها: إدخال شيء في الدين ليس منه؛ إذ أن القول المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتضمن تحريم أمر أو تحليل آخر، أو تفضيل شيء، أو وعدٍ، أو وعيدٍ، أو خبر، أو نحو ذلك.
ومنها: الحط من قدر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن المتجرئ على الافتراء على الرسول عليه الصلاة والسلام، قد سقطت من قلبه هيبته صلى الله عليه وسلم؛ فتجرأ على التقول عليه بما لم يقل.
ولذلك كان الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كبيرة من كبائر الذنوب، وإثماً عظيماً بالاتفاق، بل إن من أهل العلم من اعتبره كفراً بالله عزوجل، ولا شك أن من استحلَّ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كافر بالله العظيم.