أما فيما يتعلق بالتابعين والأئمة، فإن من قصصهم وأخبارهم في المزاح شيء كثير، يطول ذكره -كما أسلفت- ولعلي أكتفي بأمثلة ونتجاوز ما عداها.
من ذلك الشعبي، والشعبي إمام جليل، كان قاضياً لـ عمر بن عبد العزيز، وكان ثقة حافظاً، حتى إنه كان يقول: والله ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا سمعت حديثاً فاحتجت أن أكتبه، أو احتجت أن يعيده علي صاحبه مرة أخرى.
وكان الحسن البصري يقول: [[كان قديم السلم -أي: قديم الإسلام- كثير العلم، عظيم الحلم]] فكان من أئمة التابعين وثقاتهم، لقي خلقاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال له رجل: ما لي أراك نحيلاً؟ -وكان ضئيل الجسم- فقال: لقد زحمت في الرحم، وكان ولد هو وأخ له آخر من بطن واحد.
وسأله رجل عن اسم امرأة إبليس فقال: ذاك نكاح ما شهدناه، وجاءه رجل وهو جالس مع زوجته، فقال: أيكما الشعبي؟ فأشار إلى زوجته، وقال: هذا.