Q ذكرت أن الضحك وجد عند الأنبياء والصالحين، وقد قرأت عن أحد الصالحين كـ الحسن البصري أنه كان ينكر على من يضحك، ويعتبر هذا من الغفلة، فكيف نحل هذا الإشكال؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع أن بعض ما يروى لا يكون صحيحاً هنا وهناك، وأحياناً يكون صحيحاً لكن الإنسان تكون له أحوال مختلفة، فقد يمر الحسن البصري -مثلاً- على أناس يضحكون في غير أوان الضحك، فيلومهم ويعاتبهم؛ لأن هذا ليس وقت الضحك، وقد يمر بقوم يعلم أن من شأنهم أنهم يكثرون من الضحك ويسترسلون فيه، فيعيبهم وهذا مطلوب.
أنت لو أتيت إلى مجموعة من الشباب جالسين في مكان، وهم يتبادلون النكت والطرف، ثم يضحكون، ثم يتبادلونها، ثم يضحكون، وضحكاتهم تتعالى في الهواء لحظة بعد أخرى، هنا ينبغي أن تتحدث معهم، وأن هذا لا يليق بكم، ولا يتناسب مع مثل المهمات المنوطة بكم، وأنتم فيكم وفيكم، والله عز وجل أمركم بعبادته وقال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56] وتورد عليهم من المعاني ما يحفز هممهم إلى الاشتغال بمعالي الأمور، والإقبال على الجد، وألا تكون حياتهم كلها هزلاً، ولكن لو أتيت إلى إنسان هو جاد بطبعه، ربما لا مانع أن تسوق له أنت بنفسك -وقد كنت تعاتب قبل قليل هؤلاء- تسوق له ما يمكن أن يجعله أن يبتسم، أو تسري هماً في نفسه، فالإنسان يكون موقفه بحسب الأحوال.