من النكت التي قالها النبي أو قيلت بحضرته صلى الله عليه وسلم: ما رواه أبو داود عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه أنه قال: {أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وهو في قبة حمراء من أدمٍ، فقلت: يا رسول الله أأدخل؟ قال: ادخل، قلت: كلِّي؟، قال: كلُّك} .
وإنما قال ذلك لأن القبة كانت صغيرة، والحديث في سنن أبي داود وأصله في الصحيحين بدون موضع الشاهد (قوله: كلي، قال: كلك) أصله في الصحيحين أنه قال: فدخلت، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: {اعدد ستاً بين يدي الساعة} فهو في أشراط الساعة، لكن الشاهد ليس في صحيح البخاري ولا صحيح مسلم فيما أعلم، وإنما هو في سنن أبي داود فحسب، أنه قال: أأدخل كلي يا رسول الله؟ قال: كلك وهذه أيضاً نكتة.
من ذلك ما رواه زيد بن أسلم أيضاً، أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله عن زوجها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: {زوجك الذي في عينه بياض، فقالت المرأة: عقرا -تدعو على نفسها- ومتى رأيته يا رسول الله؟ قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ما من إنسان إلا وفي عينه بياض} فهدأ روعها.
وفي رواية: أنها ذهبت لزوجها، فبدأت تنظر إليه وتحملق في عينيه، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن في عينك بياضاً.
قال: أوما ترين بياض عيني أكثر من سوادها؟ الرجل عرف الأمر فقال: أوما ترين بياض عيني أكثر من سوادها؟ والحديث رواه الزبير بن بكار في كتاب المزاح، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عبد الله بن سهم الفهري، وفيه اختلاف كما يقول العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين، وقد جاء من طريق آخر مرسلاً عن زيد بن أسلم رحمه الله، وهذه المرأة هي أم أيمن بركة الحبشية، وهي غير أم أيمن المعروفة المشهورة، فقد فرق بينهما جماعة من الذين كتبوا في السير، كالحافظ ابن حجر وغيره.