Q تحدثت عن عدم التدين وعن ترك الزمن ليحل المشاكل, ما رأيكم فيمن يلتزم شهوراً أو سنوات، ثم بعد ذلك تراه قد ضل السبيل وانحرف عن الطريق الصحيح, وما عملنا تجاهه؟ أنترك الزمن ليحل هذه المشكلة, وما نصيحتكم؟
صلى الله عليه وسلم أما مسألة الانحراف، وكون أن هناك بعض الناس ينكصون على أعقابهم, فهي سنة إلهية، قال الله عز وجل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144] .
إذاً هذا أمر لا حيلة فيه ولا بد منه, لكن حينما تقف أمام ظاهرة أو حدث معين، أن فلاناً حصل منه تأخر، أو تقهقر أو حور بعد الكور، فعليك أن تبذل وسعك في تربيته وإعادته إلى سواء السبيل, وينبغي أن تراعي أن فلاناً هذا عارف بالأمور.
وربما يكون لديه ملاحظات, أو واجه مشكلات معينة, أو أصابه خطأ من أحد, فينبغي أن تكون واسع الصدر معه, حليماً، مناقشاً له, تعطيه فرصة أن يعبّر عما لديه, وتناقشه بالحكمة، ويكون لديك استعداد أن تعترف بالخطأ, إذا كان وقع خطأ تجاه هذا الإنسان, وتسعى في إصلاحه، وتبين له أن المسئولية يوم القيامة مسئولية فردية, {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم:95] , {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:5-10] , فهو لا يسأل عن أحد, ولا يسأل عنه غيره, لا تكلف إلا نفسك، وتذكره بمسئوليته الفردية وضرورة الاستقامة على الحق, ودعوة الناس إليه.