النقطة الثانية التي تجعلنا لا نعمل: هي أننا -أحياناً- نهول الأمر بحيث يبدو أن هذا الأمر وكأنه فوق الحل, عندنا مشكلة فتجد أننا نبالغ في وصف المشكلة وتضخيمها وتعقيدها وتشابكها, حتى يخيل إلينا أن هذه المشكلة ليس لها حل, إلا من عند الله عز وجل، فهي معقدة والبشر لا يملكون حلها, إنما ننتظر الحل من عند الله عز وجل! وهذا ينم عن وجود تشاؤم عند الناس أو عند بعض الناس, يقول الزم بيتك ودع عنك هذه الأمور, وهذه لا حل لها, مشكلة ليس لها من دون الله كاشف.
إذاً العمل غير مجدٍ ولا فائدة منه, لماذا يقول هذا؟! لأنه لا يريد أن يعمل.
المسلم -للأسف الشديد- تعود اليوم على الكسل, أي شيء يخلصه من العمل يحرص عليه بكل وسيلة, فمن الوسائل أن يلقي بالتبعة على غيره, ومن الوسائل أن يضخم الأمر حيث يبدو الأمر فوق الحل.
مثال بسيط -إنسان صار عنده أزمة اقتصادية, وفشل في مشاريع, أو جمع أموالاً في الخير وضاعت عليه… إلخ, المهم تحمل (حمالة) وصار عليه مبالغ طائلة ملايين كثيرة, أراد أن يجمعها وجاء إليك، أنت حينئذٍ تضخم المشكلة عند هذا الإنسان، بحيث أن المبلغ كبير ولا يكفي المبلغ الذي أملكه, إذاً فالموضوع فوق الحل, ادع الله عز وجل، لكن إذا جاء أمر خارق للعادة، أمر غير متصور يحل لك هذه المشكلة، إذا نحن نهول الأمر.
وقل مثل ذلك في مشاكل الأمة العامة, المشاكل العسكرية, والتخلف الصناعي إلخ, نهولها إلى حد أنه ليس لها حل.