Q هل أمسك في الأذان الأول أم هل أمسك قبل أذان صلاة الفجر؟
صلى الله عليه وسلم أما الأذان الذي يؤذن به قبل صلاة الفجر، فهذا ليس لإمساك الصائم، وإنما هو ليقوم النائم، ويقعد المصلي لتناول طعام السحور، وإنما مطلوب الإمساك بالأذان الذي هو أذان الفجر الذي فيه (الصلاة خير من النوم) الأذان الثاني، وهذا الأذان هو الذي يكون بعد طلوع الفجر، لكن السائل قد يقصد: هل أمسك مع أول أذان أسمعه أم أمسك مع آخر مؤذن؟ أقول: العبرة بطلوع الفجر فالله تبارك وتعالى يقول: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة:187] والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيح: {إذا أدبر النهار من هاهنا وأقبل الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم} إذاً الصوم والفطر يكون معلقاً بالليل والنهار، فإذا طلع الفجر أمسك الصائم، وإذا غابت الشمس أفطر الصائم، وإنما الأذان أمارة وعلامة سواء أذن الفجر للإمساك أم أذن المغرب للإفطار.
فإذا كان هناك مؤذن مأمون فعليك أن تصوم وتفطر على أذانه، وإن شك الإنسان فلا حرج عليه أن يحتاط في ذلك، فيمسك مع أول المؤذنين ولا يفطر حتى ينظر إلى أن الشمس قد غربت، خاصة أن بعض المؤذنين لا يضبطون ذلك، وهذا ينبغي التنبيه عليه أيضاً، فإن المؤذنين مؤتمنون ويجب عليهم أن يرعوا هذه الأمانة، هي أمانة عظمى يتعلق بها شعيرتان من أعظم الشعائر: صلوات المسلمين وصيامهم، فما بالك أيها المؤذن إذا صلت المرأة صلاة الفجر على أذانك قبل أن يطلع الفجر وقبل دخول الوقت، إنك أنت الآثم حينئذ، وما بالك إذا أفطر المسلمون على أذانك قبل أن تغرب الشمس.
بعض المؤذنين يقول: أحتاط، ولا ينبغي الاحتياط في هذه المسألة؛ لأن الاحتياط فيها يتسبب في ضرر آخر، بل على الإنسان أن يؤذن على الوقت تماماً، سواءً أذان الفجر أم أذان المغرب، لئلا يترتب على ذلك أن يصلي الناس قبل الوقت، أو يمسكوا قبل الوقت.
فقد يقوم إنسان ويسمع أول أذان قبل دخول الوقت، قبل طلوع الفجر فيمسك وعنده حاجة إلى أن يتسحر، أو يشرب ماءً، أو يتناول دواءً أحياناً فيتركه لأنه ظن الفجر قد خرج، والسبب هذا المؤذن الذي أذن قبل الوقت.
فعلى المؤذنين أن يتقوا الله تعالى ويراقبوه في أمر الوقت، فلا يتقدمون ولا يتأخرون، وإذا كان المؤذن لا يطيق ذلك ولا يستطيعه أو لا يعرفه فبإمكانه أن يجعل غيره يتولى عنه أمر هذه الأشياء.