التلفاز الذي يحفر في العقول، يغرس المعاني الذميمة في النفوس، ويهدم كثيراً من مكارم الأخلاق من خلال ما يعرض وما يقدم، ومن خلال السياسة العملية التي يتبعها.
أيها الأحبة إن آخر ما واجهنا به التلفاز أنه أصبح يقدم لنا الفتاة السعودية في التمثيليات، فيشترط إعلامياً لأي تمثيلية عربية حتى نقوم نحن هنا بشرائها أن يشارك فيها ممثل سعودي، وهذا أسلوب لإجبار الممثلين السعوديين على المشاركة في الأعمال الأخرى، ولإجبار العاملين في مواقع أخرى أن يشاركوا ببعض الممثلين السعوديين، حتى ولو كانوا عن غير معرفة ولا جدارة، المهم حتى يحوز هذا العمل على موافقة وزارة الإعلام.
ثم بدءوا يظهرون فتيات سعوديات من الحجاز، ومن الشرقية، ومن نجد يظهروهن في تمثيليات سعودية، وتكون الفتاة متزينة، متجملة، متبرجة، بل تخرج بالبنطلون الضيق الذي يصف جسدها وهي مع رجل، وقد يكون هذا الرجل يظهر في المسرحية أو التمثيلية كما لو كان زوجاً لها، فهو يحدثها حديثاً هامساً، حديث الزوج إلى زوجته، ويتحدث معها، ولك أن تتصور أولاً نفسية وعقلية تلك الفتاة وهي تقوم بهذا المشهد وهذا الدور.
ثم لك أن تتصور - وهذا هو الأخطر؛ لأنه لا يهمنا الجانب الفردي بقدر ما يهمنا الجانب الاجتماعي- لك أن تتصور كم ستؤثر مثل هذه المشاهد في عقول بناتنا، وأخواتنا، ونسائنا وهن يدرسن دائماً وأبداً أن المرأة كلها عورة إلا وجهها في الصلاة؛ ثم ترى هذه المرأة التي تدرس أنها عورة، وهي تظهر على التلفاز بأبهي زينة.
وتقرأ في القرآن الكريم: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور:31] فتشاهد هذه الفتاة التي تحملق في زميلها في التمثيلية بكل عيونها.
وتقرأ قول الله تعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33] ثم تشاهد تلك الفتاة وقد تبرجت ليس أمام عشرة رجال ولا مائة ولا ألف، بل أمام ملايين المشاهدين، لا أقول في داخل المملكة، بل في داخل المملكة وخارجها.
فواجب علينا جميعاً أن ننكر هذا المنكر ونحاربه، ونعترض عليه، ونتصل بقدر ما نستطيع بوزارة الإعلام وبغيرها، وبالعلماء، سواءً عن طريق الهاتف، أم بالمراسلة، أم بالاتصال، أم بالزيارة.
وعلينا أيضاً أن نكون دائماً وأبداً حرباً على كل المنكرات التي تغزونا في بيوتنا، وتهددنا في أخلاقنا، وقيمنا، وعقائدنا.
وعلينا أن نحارب هذا التلفاز، ذلك الجهاز الذي لا يربي في الناس -غالباً- إلا مثل هذه المعاني.
الخطر الثاني: الدشوش: وهي خطر كبير، وقد قرأت في جريدة الحياة أن عدد الدشوش سيصل في منطقة الخليج العربي خلال العام القادم إلى ما يزيد على ثلاثمائة ألف دش، بعضها يستقبل أكثر من مائة قناة، قنوات إيطالية، وقنوات من جنوب شرق آسيا، وقنوات من فرنسا، وقنوات من إسرائيل، وبعضها مخصص للدعارة، وبعضها مخصص للتنصير، نعم، لا أنكر أن ثمة قنوات علمية، وقنوات تعليمية، وقنوات اقتصادية، إلى غير ذلك، لكن أي مستوى من الوعي والمتابعة يوجد في المجتمع حتى لا يكون الانهماك في متابعة الدشوش إلى هذا الحد؟ إن الكثيرين لا يعتنون أصلاً بمتابعة هذه الأشياء -أعني الأخبار- ولا بتتبعها، ولا بمعرفتها، وإنما ذلك لأغراض أخرى في غالب الأحيان، فعلينا أن نكون حرباً على ذلك.
وأعلم أن في هذا المجتمع بالذات في منطقة القصيم العدد يتزايد، وعندي أسماء ومواقع من يمتلكون هذه الدشوش، وواجب علينا جميعاً أن نناصحهم، جيراناً كانوا لنا أو أقارباً أو معارف، أو حتى لو لم يكن يربطنا بهم إلا رابطة الإسلام، فواجب علينا أن ننصحهم، ونكثر عليهم، ونظل ندندن حول هذا الموضوع حتى يمتثلوا.
الخطر الثالث الإعلامي: الصحافة: والصحافة ذات تأثير بليغ، وهي في كل بيت، وفي كل بقالة، وفي كل مدرسة، وفي كل مؤسسة حكومية.
وأقول علينا أن نكون واعين في تناولنا للصحافة، فلا نقبل كل ما ينشر فيها، بل أن نميز الحق من الباطل، والخطأ من الصواب، وأن نكون على حذر مما ينشر فيها، وأن نحرص على حماية عقولنا وأولادنا ونسائنا من آثار تلك الصحف والمجلات، وأن نحرص على مقاطعة أكثرها شراً وإثماً وسوءاً.
ولقد صحت وناديت مرات ومرات ومرات بمقاطعة خضراء الدمن "الشرق الأوسط"، وأفيدكم أنه وصلت إلي معلومات موثقة تدل على أن هذه الجريدة قد أصابها من جراء المقاطعة ضرر، ولذلك زادت في حجم صفحاتها، وبذلت جهداً لذلك، ومع مازالت الجريدة مصرة على سياستها، فأنا أناديكم وأطالبكم سواءً كنتم مسئولين في دوائر حكومية، أو في فنادق، أو في مؤسسات، أو في مدارس، أو أفراداً، أو غير ذلك أن تبذلوا قصارى جهدكم في مزيد من الضغط على هذه الجريدة.
وقد يقول بعضهم: لماذا هذه الجريدة بالذات؟ ولماذا لا نقاطع غيرها؟ نعم، وغيرها أيضاً مما نعلم أنه ينشر الشر والفساد، ولكنني أعتقد أن التركيز على هذه الجريدة المتميزة بهذا الجانب أنه سيكون سبباً في نجاح الحملة عليها أولاً، وبالتالي سيكون سبباً في أن يقلع غيرهم، ويدرك أن جمهور الناس متدينون ولله الحمد، وحريصون على الخير، وغيورون على الدين، وأنهم لو قاطعوا مطبوعاته لكسدت ولم تجد من يشتريها.