المرأة جزء من المجتمع، وهي شقيقة الرجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنما النساء شقائق الرجال} والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ} [الحجرات:13] ويقول سبحانه: {أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى} [آل عمران:195] فالمرأة شقيقة الرجل، وهي مثله بأصل التكليف، ونظيرته في أصل الخلقة، وهي تنعم إن أطاعت، وتعذب إن عصت، ولذلك ينبغي أن يدرك المسلم أن من واجبه أن يحترم المرأة، سواءً كانت أماً له، أم أختاً، أم بنتاً، أم زوجةً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم} .
وكثيراً ما يتكلم الناس والرجال خاصة عن النيل من النساء والوقيعة فيهن، وكأنهم يبرئون أنفسهم ويتهمون المرأة، حتى إن بعض الشعراء يقول: إن النساء شياطين خلقن لنا نعوذ بالله من شر الشياطين وهذا خطأ عظيم فإن في النساء مريم التي اصطفاها الله تعالى، وفي النساء عائشة، وفي النساء خديجة، وفي النساء آسيا امرأة فرعون التي ذكرها الله تعالى في كتابه، وفي النساء أمهات المؤمنين، وفي النساء الصحابيات الجليلات، وفي النساء من المؤمنات الفاضلات التقيات من هي أهل للخير، ولا يجوز لمؤمن أبداً أن يطلق مثل هذه الألفاظ.
وآخر سمعته يقول: إذا رأيت أموراً منها الفؤاد تفتت فتش عليها تجدها من النساء تأتت وهذا أيضاً غلط، فإن الشر ليس من النساء فقط، بل الشياطين مسلطون على بني آدم ذكورهم وإناثهم، والرجال أيضاً لهم في ذلك نصيب، نعم قد يكون الخطأ في النساء أكثر، وهو عليهن أغلب، ولهذا في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: {تصدقن يا معشر النساء، فإني رأيتكن أكثر حطب جهنم، فقامت امرأة وقالت: لم يا رسول الله؟ قال: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير} .