مواجهة المجتمع لقضية تحرير المرأة

Q كيف يواجه المجتمع المسلم قضية تحرير المرأة على جميع المستويات والطبقات؟

صلى الله عليه وسلم هو هذه الحادثة وغيرها، فأولاً: يجب أن لا نكون عاطفيين، ومُيِّزنا نحن المسلمين أننا لا زلنا نشتغل بالعواطف، كيف؟ يمكن أن يحدث اليوم حدث رهيب، لكنه بطريقة ذكية، يمكن أن يمر علينا دون أن يلفت نظرنا، وعندما يحدث هذا الحدث بهذا الشكل المكشوف يستفزنا جميعاً حتى تختلط عندنا الأوراق فنشغل.

لا بأس بالإنكار كما فصلته في المحاضرة المشار إليها، الإنكار باللسان، وبالخطبة، وبالموعظة، وبالكلمة، وبمناصحة العلماء، وبالكتابة، وبالبرقيات، وبالاتصال بهؤلاء النساء، بتذكيرهن بالله عز وجل، وبتخويفهن، وبالاتصال بأولياء أمورهن وبمناصحة المسئولين، بالهاتف، بالزيارة، وبكل وسيلة وارد، لا أقول: وارد بل واجب، وهو الدور الذي يمارسه المجتمع، وأستطيع أن أقول باطمئنان كامل: إن المجتمع قد قام بهذا الدور خير قيام، لا مزيد على ما قام به المجتمع في هذا الجانب، ويجب أن يقف عند هذا الحد، وكأنني أتصور أننا أحياناً نشاهد مسرحية، المشهد الأول: مجموعة لا أقول من الفتيات، بل من المسنات، يتظاهرن بالشوارع، ويقدن السيارات، ويفعلن ما يفعلن من هذا العمل الفوضوي الذي هو مرفوض بجميع المقاييس.

والمشهد الثاني: أخشى أن يكون هذا العمل مخططاً من قبل أعدائنا لاستفزاز المسلمين بالقيام بأعمال غير مناسبة، ولا تخدم الدعوة في هذه المرحلة، ولذلك أحذر الإخوة وخاصة الشباب من القيام بأي عمل يتعدى الأعمال التي ذكرتها، نقول لك: تكلم بملء فمك، تحدث، ارصد تاريخ هؤلاء القوم، اكشف أعمالهم، تابع أمورهم، اتصل بالمسئولين، راسلهم، هاتفهم، اتصل بالعلماء، كل هذا لا غبار عليه، بل هو جزء من واجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، الذي لا يعذر منا أحد رجل أو امرأة، بالكتابة فيه، وأقول للنساء بخاصة: إن عليهن مسئولية كبيرة في هذا الجانب، حتى نثبت للأمم كلها أن هؤلاء لا يمثلون بعداً في المجتمع، وأنهم ليس لهم جذور في الأمة، وإنما هم يحاولون أن يفرغوا ما لديهم من خلال استيلائهم على بعض المنابر، تسللهم على بعض المواقع الإعلامية وغيرها، وإلا فالواقع أن المجتمع يرفضهم، والله لم أرَ في حياتي حدثاً هز الناس في مثل هذه الأمور، وجعل المصيبة تدخل كل بيت، كل من رأيت كأنه يعيش في مأتم والعياذ بالله، شيء عجيب! أفلحوا في صرف أنظار الأمة عن الأمور العظيمة، والقضايا الخطيرة، إلى هذه القضية، لا أقول إنها سهلة ولكنها قضية داخلية، مع الأسف فأصبح هؤلاء مع عدونا في خندق واحد: وليس غريباً ما نرى من تصارع هو البغي لكن بالأسامي تجددا وأصبح أحزاباً تناحر بينها وتبدو بوجه الدين صفاً موحدا شيوعيون جذر من يهود صليبيون في لؤم الذئاب تفرق شملهم إلا علينا فصرنا كالفريسة للكلاب فأقول: هذه هي الطريقة المثلى في مقاومة هذا المنكر، ويجب أن لا نكون عاطفيين، نغضب بسرعة، ونرضى بسرعة، نثور بسرعة ونهدأ بسرعة، ينبغي أن يكون الإنسان متعقلاً لا يندفع، وكذلك ينبغي ألا يكون كل شيء يجعله يحس أنه قد حقق كل ما يريد، لأن القضية ليست قضية هؤلاء النسوة فقط، بل من وراء هؤلاء النسوة، التاريخ، أليست هؤلاء النسوة منذ سنين طويلة وبناتنا أمانة في أيديهن، فنريد أن نتساءل ماذا فعلنا ببناتنا؟ هل نأمن أن يكون هؤلاء النسوة قد خرَّجن لنا من بناتنا ذوات عقول ممسوخة؟ هل نأمن بأن هذه المرأة التي قامت بهذا العمل المشين، كانت تعمل طيلة الوقت على استغلال منصبها، وموقعها، في اضطهاد الفتيات المؤمنات، ومحاصرتهن؟ لا.

وكأنهن يحاولن جرهن جراً إلى ما يسمى بالتطرف من خلال الضغط والمضايقة والاتهام، حتى على صفحات الجرائد والمجلات، وقد قرأت لإحداهن مقالاً في مجلةٍ هنا، تتهم طالباتها المتدينات بالتطرف، بالإيماء والإشارة، لكن لسنا أغبياء لهذه الدرجة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015