خطر الطعن في العلماء

Q هناك من يتحدث عن العلماء، ويتصيد لهم الأخطاء والزلات، فهل من ردٍ شافٍ من فضيلتكم على هذا؟

صلى الله عليه وسلم الحديث عن علماء الأمة، هو في الواقع طعن للأمة كلها، وطعن للأمة ذاتها؛ لأن أولئك الذين يتحدثون عن علماء الشريعة إنما يقصدون الحيلولة بين الأمة وبين دينها؛ وذلك لأن الأمة لا تستطيع الوصول إلى حقيقة دينها، إلا من خلال أولئك الهداة المرشدين الذين أقامهم الله تعالى حجة على العالمين، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بقائهم إلى يوم يقوم الدين، فقال عليه الصلاة والسلام: {لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين} .

فمحاولة النيل من هؤلاء العلماء هي في الواقع محاولة للنيل من الدين، وذلك لأن هناك فئة من الناس إما لجبنها أو خوفاً من الأمة لا تستطيع أن تنال الدين ذاته أو تمسه أو تتكلم فيه، فهي تبجل الدين ظاهراً، وتعظمه وتنطلق منه، ولكنها تنال من حملته، الذين إذا انفصلت الأمة عنهم، فقد انفصلت عن حقيقتها وظلت عن طريقها، وأصبحت ألعوبة في يد كل من هب ودب ودرج؛ ولذلك فإن النيل من العلماء من أخطر الأشياء أياً كان مستوى هذا النيل.

وفي الحقيقة إن الذين ينالون من علماء الأمة ليسوا فئة واحدة، بل هم فئات -مع الأسف- كثيرة، فمنهم من ينال من العالم لعلمه وفقهه، ومنهم من ينال منه لمواقفه، ومنهم من ينال منه لقوته في الحق، وهؤلاء وإن كانوا يصدرون مصادر شتى، إلا أنه يجمعهم هم واحد، وهو محاولة إسقاط مكانة أهل العلم وأهل الفتيا، والمعرفة بدين الله تعالى وشرعه، وهم لا شك كناطح صخرة يوم ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل الناس ينزعجون حينما يرون قالة في عالم أو في علماء، انتشر في بعض الفئات أو في بعض الأوساط، وهذا في الواقع أمرٌ لا يزعج؛ لأن الحق لا بد أن يحصحص يوماً من الأيام، والناس قد يتلقفون قالة تظهر، ويأخذها هذا عن هذا ويتحدثون، لكن دعك من انتشاره في وقت محدد لأنك لو نظرت إلى الأيام والليالي لوجدت أنه على الأيام لا يثبت بإذن الله تعالى في هذا الأمر إلا ما يكون فيه دعم مكانة العلماء وحفظهم وصيانتهم عن كل من أرادهم بسوء {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015