وضع المرأة في المملكة

في هذه الأوقات بلغ السيل الزبى -كما يقال- وغضب العدو -غضبةً كبيرة- أن هذه البلاد ما زالت متمنعة، وما زالت تحارب تقاليد الغرب، وتحافظ على أخلاقيات الإسلام، خاصة فيما يتعلق بالمرأة.

والعدو منذ زمن طويل، هو يخطط، وقد درس مجموعة من الفتيات في بلاده، وزرعهن هنا؛ للدعوة إلى العلمانية والتغريب، والتخريب، وإخراج المرأة من بيتها، وتشويه تعاليم الإسلام؛ حتى وجدنا منهن من تعتبر أن تعاليم الإسلام تعوق مسيرة المرأة نحو التقدم، ووجدنا من تسخر من العلماء، ومن تسميهم برجال الدين؛ وتسخر من أئمة الدعوة إلى الإسلام في هذه البلاد وفي غيرها، وتنادي بما تنادي به أخواتها في الشرق والغرب -من تحرير المرأة- ووجدنا في أعلى وأرقى المستويات في هذه البلاد من يدندن على هذه النعرة الجاهلية التي سمعناها منذ قديم.

ولا شك أن هؤلاء النسوة أثرن في طبقة من الفتيات؛ لكن يبدو أن العدو لا يروق له أبداً أنه يعمل على خطوات بطيئة؛ كأنه نفد صبره، وجن جنونه؛ إنه على رغم تلك الجهود الجبارة كانت الثمرات قليلة، وأقل مما يريد.

ولذلك بدأت أجهزة الإعلام الغربي تضرب على هذا الوتر، وتتكلم بجراءة، ووقاحة عن وضع المرأة في السعودية، وأنه وضع لا يطاق، وأن المرأة ما زالت تعيش ما يسمونه بعصر الحريم، حيث لا يرى من المرأة شيء، ولا بيدو منها شيء، وأن المرأة منعزلة عن الرجل في كل شيء، حتى في المنزل، فضلاً عن السوق، فضلاً عن المدرسة، والجامعة، ومكان العمل.

فبدأت أجهزة الإعلام الغربية تتكلم بصورة مذهلة عن وضع المرأة هنا! وتركز على أن الجيل الجديد من النساء، وأن المرأة الجديدة في المملكة تريد أن تتمرد على هذه التعاليم؛ لكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك؛ بسبب ضغوط المجتمع، وبسبب الأنظمة المرعية القائمة، المعمول بها هنا فظلوا يضربون على هذا الوتر، ويتكلمون بهذه اللهجة؛ وكأنهم يحرضون مجموعة من صنائعهم في هذه البلاد، على أن يقمن بحركة قوية لإماطة اللثام عن الخطة التي يعملون بها، وأن ينتقل عملهم من السر إلى العلن، ومن كونه عملاً بطيئاً، إلى كونه عملاً سريعاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015