إن بوادر النشاط الطيب في العالم الإسلامي كله من الممكن أن تؤيد وتدعمه وتناصره وتكون بداية لعمل يرضي الله تعالى، ويحقق للمسلمين عزاً ونصراً وتمكيناً, ومن الممكن أيضاً أن يقع العكس فيقاطع هذا النشاط أو ذاك, بحجة عدم وضوح المنهج، أو عدم استبانة الرؤية، أو عدم سلامة الطريق, وهذا أهون الأمور وأسلمها، ولكنه لا يحقق المراد.
إن الحل الذي هو عدم التأييد وعدم المشاركة حل سهل, ولكن المشاركة بصدق وإخلاص، بالقول والمال والرأي وبكل الوسائل الممكنة، واستكبار هذا التأييد وهذا الدعم في التعديل والنصيحة والمشورة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصحيح الخطأ سواء أكان خطأًَ في الاعتقاد، أم في التعبد، أم في السلوك، أم في المنهج، فإن هذا هو المراد وهو المقصود, وليس يحزننا أبداً -والله الذي لا إله غيره- بل يسرنا كل السرور أن يكتب الله تعالى النصر لهذا الدين على أيدي غيرنا وأن يعز الإسلام بجهد سوانا, فنحن رابحون بكل حال، وليس دين الله تعالى بضاعة خاصة لفئة نحجبها نحن ونستأثر بها دون بقية المؤمنين.